أعترف الاتحاد الدولي للسكري رسمياً بالنوع الخامس من داء السكري، وهو شكل خاص من المرض تم ربطه بشكل مباشر بسوء التغذية في مراحل الطفولة المبكرة.
ويأتي هذا الاعتراف ليسلط الضوء مجدداً على مدى تعقيد وتنوع تشخيصات داء السكري، الذي يتجاوز التصنيفات التقليدية المتمثلة في النوع الأول والثاني.
ووفقاً لتقرير نشره موقع ”The Conversation“ الأسترالي، يشير هذا التطور إلى وجود أكثر من عشرة أشكال مختلفة ومميزة من داء السكري، يختلف كل منها في الأسباب الكامنة وراءه، وآلية تطوره في الجسم، وبالتالي طرق العلاج والتعامل المثلى معه.
ويُعتبر النوع الخامس، الذي تم الاعتراف به حديثاً، مثالاً بارزاً على هذا التنوع، حيث ينجم عن تأثير سوء التغذية لدى الأطفال على تطور البنكرياس.
وأظهرت الدراسات أن نقص البروتين والعناصر الغذائية الحيوية الأخرى في سن مبكرة يمكن أن يعطل التطور الطبيعي للبنكرياس، مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، على الرغم من بقاء منظومة المناعة سليمة وغير مهاجمة لخلايا البنكرياس كما هو الحال في النوع الأول.
ويُعد هذا النوع الخامس شائعاً بشكل خاص في البلدان ذات الدخل المنخفض، ويُعتقد أن حوالي 25 مليون شخص في العالم يعانون منه.
ويُعد السكري من النوع الأول مرضاً مناعياً ذاتياً، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، ويمكن أن يتطور في أي عمر ولا يرتبط بشكل مباشر بنمط الحياة أو النظام الغذائي المتبع، ويعتمد علاجه بشكل أساسي على استخدام الأنسولين بشكل مستمر، مع وجود خيارات علاجية متقدمة مثل زراعة الخلايا، وإن كانت لا تزال محدودة الانتشار.
أما السكري من النوع الثاني، فهو الأكثر انتشاراً عالمياً، وغالباً ما يرتبط بعوامل مثل زيادة الوزن وانخفاض حساسية الجسم للأنسولين، ولكنه قد يصيب أيضاً الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، خاصة مع وجود استعداد وراثي.
ويقدم الطب الحديث مجموعة واسعة من الأدوية وخطط العلاج الفردية لهذا النوع، وقد ثبت أن فقدان الوزن واتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية يمكن أن يساهم في عكس مسار المرض لدى نسبة كبيرة من المصابين به.
وهناك أيضاً سكري الحمل، الذي يتطور خلال فترة الحمل، عادةً بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين، نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تطرأ على جسم المرأة، ويختفي هذا النوع عادةً بعد الولادة، ولكنه قد يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري في مراحل لاحقة من الحياة.
ويشمل علاجه تعديل النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني، وقد يتطلب الأمر استخدام الأنسولين في بعض الحالات.
وبالإضافة إلى هذه الأنواع المعروفة، توجد أشكال أخرى أقل انتشاراً من داء السكري تنتج عن طفرات في جين واحد، أو تكون نتيجة لعمليات جراحية، أو التهابات، أو تناول بعض الأدوية مثل العلاجات الهرمونية.
وتشمل هذه الأشكال مثلاً داء السكري المعروف بـ ”MODY“، الذي يبدأ عادة في مرحلة النضج لدى الشباب، والنوع ”3C“ من داء السكري، الذي يتطور بسبب الإصابة بأمراض تؤثر على البنكرياس.
ويؤكد الخبراء أن التصنيف الدقيق والصحيح لمختلف أنواع داء السكري يكتسب أهمية بالغة، كونه يسمح باختيار العلاج المناسب بدقة أعلى، ويوفر فهماً أعمق لأسباب المرض وآليات تطوره، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى والوقاية من المضاعفات.