
يصل كوكب الأرض مساء اليوم الخميس، إلى نقطة “الأوج”، وهي أبعد مسافة له في مداره البيضاوي حول الشمس، وذلك عند تمام الساعة 10:54 مساءً بتوقيت مكة المكرمة (07:54 مساءً بتوقيت غرينتش)، في ظاهرة فلكية تحدث سنويًّا بعد فترة قصيرة من الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذه الظاهرة لا ترتبط مباشرة بتعاقب الفصول، مؤكدًا أن السبب الأساسي للفصول الأربعة هو ميل محور دوران الأرض بزاوية تقارب 23.4 درجة، وليس المسافة من الشمس. فحين يميل النصف الشمالي نحو الشمس يكون صيفًا فيه، بينما يحل الشتاء في النصف الجنوبي، والعكس بالعكس.
وأضاف أن مدار الأرض ليس دائريًا تمامًا، بل بيضاوي بانحراف طفيف يبلغ حوالي 0.017، ما يؤدي إلى تفاوت سنوي في المسافة بين الأرض والشمس بحوالي 5 ملايين كيلومتر، أي ما نسبته 3.4% من متوسط المسافة التي تُقدّر بنحو 150 مليون كيلومتر.
وفي نقطة “الأوج” هذا العام، تبلغ المسافة بين الأرض والشمس نحو 152,088,000 كيلومتر، ما يجعل قرص الشمس يبدو أصغر قليلًا في السماء، غير أن هذا الفارق لا يُلاحظ بالعين المجردة.
وبيّن أبو زاهرة أن هذا التفاوت في المسافة يؤثر على سرعة دوران الأرض في مدارها؛ حيث تتباطأ الحركة عند الأوج، مما يُطيل فصل الصيف في النصف الشمالي، في حين يكون الشتاء أطول في النصف الجنوبي عند “الحضيض” – وهو أقرب نقطة بين الأرض والشمس وتحدث عادة في مطلع يناير.
وأشار إلى أن تواريخ حدوث “الأوج” و”الحضيض” تتغير تدريجيًا عبر الزمن، بواقع يوم واحد تقريبًا كل 58 عامًا، نتيجة لتغيرات مستمرة في ميل المدار وشكله، مما يساهم أيضًا في التغير المناخي طويل الأمد.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن ميل محور الأرض هو السبب الجوهري وراء تعاقب الفصول، في حين تؤثر التغيرات المدارية على طول الفصول وشدتها المناخية، ضمن دورة فلكية معقدة تمتد لآلاف السنين.