
يقف قصر خزام شامخًا منذ أكثر من قرنين من الزمان، كأحد أبرز المعالم التاريخية في محافظة الأحساء، وتحديدًا في الجهة الجنوبية من مدينة الهفوف، ليجسد أصالة التاريخ السعودي العريق وعمق القيادة الحكيمة التي ميّزت المنطقة عبر العصور.
بُني القصر في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز الكبير قبل أكثر من 200 عام، ليكون مقرًّا لإدارة شؤون المحافظة ومركزًا للقيادة والسيطرة على الجهات المحيطة بالأحساء، حيث كان يؤدي دورًا محوريًا في ضبط الأمن وتوجيه القرارات الإدارية والعسكرية في ذلك الوقت.
سبب التسمية
جاءت تسمية القصر بـ“خزام” من الكلمة العربية خِزام، والتي تعني الزمام الذي يُقاد به البعير ويُربط في أنفه، في إشارة رمزية إلى الدور القيادي الذي اضطلع به القصر في قيادة المحافظة وضبط مسارها التاريخي، كما يُستخدم الخِزام لضبط حركة البعير وتوجيهه بثبات.
موقع استراتيجي وتاريخي
يقع قصر خزام في موقع استراتيجي يطل على مساحات واسعة من الهفوف، مما مكّنه قديمًا من السيطرة على أهم الجهات والمواقع الحيوية بالأحساء، ليصبح مقرًا للحكام والإداريين، ومركزًا لاتخاذ القرارات وتنظيم شؤون الأهالي.
اليوم، ما يزال قصر خزام أحد أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، يجسد قيمة تاريخية ووطنية عالية، ويروي للأجيال فصولًا من تاريخ القيادة السعودية في الأحساء، حيث يلتقي فيه عبق الماضي بعزة الحاضر.
عبق التاريخ ووهج الحاضر
وعلى مرّ السنين، ظل قصر خزام شامخًا كرمزٍ للثبات والعز، تعانق جدرانه الذاكرة، وتهمس أركانه بحكايات الرجال الذين قادوا من داخله مسيرة الحكمة والبناء. وبين طيات جدرانه الطينية تنبض روح الأحساء الأصيلة التي ما زالت تُسطّر تاريخها بحبر الوفاء والمجد.