
إن المطهرات ووسوائل التعقيم التي تستخدم في حمامات السباحة ليست بمنأى عن الأسباب التي تسبب أضراراً بالغة بالصحة، حيث كشفت دراسة، نشرتها دورية (إيه سي إس) للعلوم البيئية والتكنولوجيا، أن المطهرات مثل مادة الكلورين تقتل الجراثيم في حمامات السباحة وأحواض المياه الدافئة، ولكنها تتفاعل مع العرق والبول وغيرها من العناصر التي تضاف إلى المياه بسبب الاستخدام، وتؤدي إلى تكوين مواد ثانوية جديدة ضارة.
وعند دخول حمام سباحة، فلا ينبغي أن تكون رائحة الكلور ضوءاً أخضر للقفز إليه مباشرةً، فقد تكون تلك الرائحة القوية التي تصل إلى أنفك هي رائحة المياه الملوثة بزيوت الجسم والعرق والبول والبراز من أجسام السباحين.
فعندما يتلامس الكلور مع سوائل الجسم البشرية، بما في ذلك اليوريا، تؤدي التفاعلات الكيميائية التالية إلى عشرات، إن لم يكن المئات، من المنتجات الثانوية، بعض هذه المنتجات- مثل كلوريد السيانوجين- شديدة التقلب والسمية، وأكدت الدراسة أن هذه المواد الثانوية تسببت في مشكلات جينية للخلايا أثناء الاختبارات المعملية، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن بعض الأشخاص الذين يستخدمون حمامات السباحة أو يعملون في هذه الأماكن تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بمشكلات صحية معينة، مثل أمراض الجهاز التنفسي وسرطان المثانة.
وبعد اختبار عينات من المياه من حمامات سباحة عامة، بخاصة بعد استخدامها بشكل طبيعي ومكثف، وجد أنها تحتوي على أكثر من 100 نوع من المواد الثانوية الضارة، التي أوصت دراسة أوردها الموقع الإلكتروني «ساينس ديلي» المعني بالأبحاث والدراسات العلمية، بضرورة تقليلها عن طريق تنظيف هذه المرافق بانتظام وتغيير المياه بوتيرة أكبر، كما ينصح السباحون بعدم قضاء حاجتهم خلال تواجدهم في هذه المرافق.
وأكدت الدراسة التي أجراها فريق بحث بلجيكي برئاسة الدكتور ألفريد برنار من جامعة لوفين الكاثوليكية في بروكسل، ونشرت في مجلة الطب المهني والبيئي، أن تحليلاً لعينات دم 16 طفلاً ممن تتراوح أعمارهم بين 13 و14 سنة وآخرين تتراوح أعمارهم بين 26 و47 عاماً، قبل وبعد استخدامهم لحمامات السباحة لدراسة مدى سرعة تأثير مادة ثالث كلوريد النتروجين على الخلايا، إضافة إلى دراسة شملت نحو 2000 طفل ممن تتراوح أعمارهم بين سبع و14 سنة أجريت فيما بين عامي 1996- 1999، أكدت أن استخدام حمامات السباحة بصورة منتظمة له علاقة وثيقة بتدمير أنسجة الجهاز التنفسي وهي الحواجز الخلوية التي توفر الحماية للرئتين من الداخل.