كنا نسمع ونحن صغار في المرحلة الابتدائية هذه العبارة تطلق من المعلم على بعض الطلبة في الفصل «بليد» وهو الذي لا يملك قدرة استيعابية جيدة على فهم الدرس لوجود عوائق نفسية وجسدية، كلمة البليد أو بمعنى أصح التبلُّد الذهني. ويمكن تعريف التبلد الذهني عند الأطفال بمعنى القصور في فهمٍ ما ناتج من عوامل نفسية وجسدية وعضوية كما يراها علماء النفس، وليس بالضرورة حالة مستعصية ودائمة، بل يمكن تدارك الحالة وعلاجها عبر وسائل وحلول تعالج المشكلة من أساسها.
ومن هنا لابد من معرفة الأسباب التي من شأنها المساهمة في إيجاد حالة تسمى التبلد الذهني، ومن أبرزها حالة الإحباط من المحيط الأسري، حيث تلعب الأسرة الدور الأكبر في زرع شعور بالفشل وعدم النجاح وتهبيط المعنويات، وبالتالي تكون الصدمة النفسية عائقاً وحاجزاً صلباً لفهم المعلومة بالشكل المطلوب، بقاء مثل هذه الحالة لفترات طويلة له انعكاسات سلبية جداً على نفسية النشء تصل إلى حد اليأس.
ليس من السهل الدخول في العلاج لمثل هذه الحالة حتى ندرك أن الحل مرتبط بجانبين نفسي وجسدي، وبطبيعة الحال كلاهما يؤثر على الآخر، ويمكن البداية بدراسة الوضع النفسي والتدرج في العلاج من خلال زرع روح التفاؤل والتشجيع وغض الطرف على الأخطاء قدر الإمكان حتى يصل شط الأمان، أما الجانب الجسدي أو ما يسمى العضوي، فالأمر يختلف تماماً ويتطلب عرض الموضوع على دكتور باطنية وأعصاب، ولربما تعمل الغدة الدرقية والسكر كسبب رئيس لمثل هذه الحالة.
من جانب آخر، يرجح علماء التربية والسلوك أن المشكلة ليست مرتبطة بالجانب الذاتي فقط، بل هناك عوامل كثيرة، منها فشل المعلم والمعلمة في إيصال المعلومة بالشكل المطلوب والمحبب، فالمعلمون في السابق كانوا يملكون مؤهلات تربوية لها تأثير واضح على مستوى التعليم والسلوك، وهذا لا يعني عدم وجود عينات من المعلمين والمعلمات في وقتنا الحاضر، ولكن بالنتيجة الوضع في السابق أكثر إيجابية.
أيضاً كثرة المناهج والواجبات ساهمت في تشتت ذهن الطالب والطالبة فلم يعد الوضع محصوراً على المواد الرئيسة كما السابق، بل أصبح لكل مادة نشاط وواجبات وأشكال، وبالتالي على وزارة التربية والتعليم مراجعة المواد التي تخدم الطلبة والطالبات في المراحل الدراسية الثلاث ولا تسبب لهم عبئأً كبيراً للفهم.
كانت لنا وقفة مع هذا الموضوع عبر صفحتي في «فيسبوك»، حيث طرحنا هذا العنوان للنقاش وطرحنا ثلاثة خيارات حول الموضوع، وهو ما أسباب التبلد الدراسي للأطفال، والنتيجة كالتالي فشل المعلم والمعلمة 20 % مشكلة نفسية وجسدية 60 % غياب دور الأسرة 20 %.
الأسباب المذكورة كلها عوامل لها ارتباط مع بعضها بعضاً ولا يمكن الفصل بينها، فالطالب حلقة وصل بين الأسرة وهي المكون الرئيس له، وكذلك العامل النفسي والجسدي، وهي نقطة البداية لبناء الذات، كما أن التعليم له دور مهم جداً بجميع أبعاده التعليمية.
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-06-16 لحملة الدبلوم فأعلى.. تفاصيل الوظائف الهندسية والفنية بجامعة الملك سعود
- 2025-06-16 «المرور»: 4 أخطار لخلل إطارات المركبات
- 2025-06-16 إنجاز بيئي.. زراعة 31 مليون شجرة في الشرقية
- 2025-06-16 الأخضر السعودي يستهل مشواره في الكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي
- 2025-06-16 استمرار الأجواء شديدة الحر على المنطقة الشرقية وأخرى من البلاد
- 2025-06-15 الرميلة تفجع بفقد أربعة من أبنائها في حادث مروري مروع على طريق الجبيل
- 2025-06-15 الأخضر يواجه هايتي فجر الاثنين في الكأس الذهبية 2025 المقامة بأمريكا وكندا
- 2025-06-15 خدمة جديدة لربط ميناءَي الدمام والجبيل بـ 16 ميناءً في 10 دول
- 2025-06-15 وصول طلائع الحجاج الإيرانيين إلى مطار عرعر تمهيدًا لمغادرتهم عبر منفذ جديدة عرعر
- 2025-06-15 «حساب المواطن» يوضح الإجراء المطلوب حال وجود ملاحظات على عقد الإيجار
عباس المعيوف
التبلُّد الذهني
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/14161.html