.
بسم الله الرحمن الرحيم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) صدق الله العلي العظيم
.
من كان أساسه في الحياة الخلق العظيم كان أعبد الناس إلى الله ، إن الله سبحانه وتعالي وجه الخطاب للرسول عليه أفضل الصلاة وأكد له بحرف التوكيد ( إن ) ليؤكد على عظمة أخلاق الرسول واختيار الله سبحانه تعظيم خلق الرسول ؛ لأن الأخلاق هي أساس الحياة فهي قبل العبادة ، والإنسان الذي لا أخلاق له لا عبادة له ؛ أي أن الإنسان عندما يفقد الأخلاق الطيبة ويأتي بالخُلق السيء .. لا فائدة من عبادته ، فمثلا يسرق ، يقوم بالغيبة ، والنميمة ، والظن بالآخرين ظن السوء ، أو يتهم إنسان بأنه كاذب ، سارق ، ساحر .
كذلك من يرمي المحصنات والعياذ بالله ومعنى رمي المحصنات أي ترمي إنسان وتطعنه في شرفه وهو محصن نفسه من ذلك . ومن يأتي بهذا كله لا أخلاق عنده ومن لا خُلق له لا عبادة له ، كذلك ليس من الأخلاق الحسنة الترفع والتكبر والتفاخر على الآخرين .
فعندما تأتي بالخلق السيء ثم تقوم بالعبادات علي أكمل وجه لا يقبلها الله منك ، لماذا ؟ لأن لو العبادات هي الأساس في الحياة لخاطب الله الرسول وقال له في الآية وإنك لعلى عبادة عظيمة مثلاً ، مع العلم أن الرسول أكثر الناس عبادة إلى الله ومن ثم أهل بيته عليهم السلام ، ولكنه سبحانه وتعالي كي يوضح للأمة أن من كان على خلق عظيم سيكون علي عبادة عظيمة.
فمن كان أساسه في الحياة الخلق العظيم كان أعبد الناس لله ؛ ولهذا وصف الله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالخلق العظيم .