لكل فرد على هذه المعمورة جانب إيجابي وجانب سلبي حسنات وسيئات حيث بناء شخصية الإنسان لا تأتي من فراغ بل تساهم العوامل الاجتماعية والدينية والسياسية والاقتصادية في تكوين ثقافته وبالتالي ظروف الحياة وواقع المعطيات هي المسؤولة عن ذلك. وما دام يحمل هدفاً يريد من وراء ذلك التطوير فهو قادر على صناعة الفرق وتحقيق الإنجاز.
سلاح التفكير هو القوة الضاربة للإنسان بشرط أن يكون حراً في قراراته وأفكاره لا تحت سيطرة ثقافة تجره باسم الدين تارة وباسم الثقافة والحداثة تارة أخرى، شريحة كبيرة من مجتمعنا تعيش تناقضا بالواقع وبين الوهم وهم يعلمون في قرارة نفوسهم هذا التصادم ولكن يرفضون ذلك من خلال تقديس العادات والتقاليد وسطوتها الاجتماعية.
الإنسان ابن بيئته وهي التي تشكل ثقافته وتصنع ذاته وتطور أو تحطم قدراته وبالتالي التفكير الإبداعي لا يأتي إلا من الإرهاصات الثقافية التي يمر بها كل إنسان من خلال تجاربه في الحياة ولديه قابلية للتغير، إذن المناخ الإبداعي إن صح التعبير هو البداية الحقيقية للمبدع، يصف المفكر لكسندر روشكا في كتابه «الإبداع العام الخاص» الإبداع على أنه (النشاط الفردي أو الجماعي الذي يقود إلى إنتاج يتصف بالأصالة والقيمة والجدة والفائدة من أجل المجتمع). فإن بيئة الفرد الإبداعية تنتج من أسرته أو مدرسته أو جامعته أو مكان عمله أو حتى العامل الاجتماعي – التاريخي الذي يسميه غوته «روح العصر»، فالأسلوب التربوي الأسري الذي يشجع على الاستقلالية يساعد في تنمية قدرات الطفل على التفكير والإبداع، كما أن عدم الإكراه والبعد عن الصراعات والجدال وتنمية مهارة الاتصال والتواصل بالإضافة إلى المجازفة والجرأة في الحدود المقبولة وغيرها من العوامل التي تساهم في خلق الإبداع بالطفل في البيت أو في المدرسة.
بالمقابل صناعة المتطرف هي العكس تماماً فعندما يعيش الفرد حالة من التشدد وكره الآخر والوعظ بلغة الحديد والنار ويفسر الظواهر الاجتماعية بأسلوب فج وقاهر بنصوص دينية لا تقبل إلا تفسيرا واحدا يولد المتطرف في بيئة متطرفة، هذا الفكر المتحجر هو نتيجة طبيعية في ظل الصراعات والتخندق الفكري الثقافي الضيق.
يعرف علماء النفس شخصية الإنسان بمجموعة من الأفكار والأساليب والمشاعر والتصرفات داخل الضمير. كما أن هناك عوامل رئيسة تعطي طابعاً عاماً لشخصيته، من أهمها العامل الجسماني أي البنية العضوية المادية المرتبط بالحالة النفسية والعامل العقلي وهو جانب الإدراك والوعي والعامل الحسي القائم بالمزاج العام من ظروف وبيئة محاطة به وكذلك الجانب الأخلاقي وأخيراً الوضع البيئي.
يمكننا القول إن المجتمع له دور كبير في بناء شخصية الإنسان فكلما كانت البيئة متشددة قاهرة ولدت طابع العنف والإقصاء والتهميش وكلما كانت منفتحة ومستعدة للرأي والرأي الآخر أعطت مزيداً من المعارف والأفكار والبناء الثقافي للمجتمع، نحن من نصع المبدع ونحن من نصنع المتطرف.
لهذا أنظر إلى أي مجتمع مهما كان توجهه الديني والفكري والثقافي ستجد الفوضى والفساد والمآسي تشكل ضمن دائرة مجتمعه، فإذا كانت الفوضى والمأساة والاضطراب في ذواتنا فإنها تنعكس على عالمنا الخارجي. دعونا نتصالح مع أنفسنا أولاً ومع مجتمعنا ثانياً حتى ينعكس ذلك ويتبلور إلى واقع حي.
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-08-12 🏐 نادي العيون بالأحساء لكرة الطائرة يتأهل رسميًا إلى دوري الدرجة الأولى
- 2025-08-12 رصد 14 بقعة شمسية في سماء السعودية
- 2025-08-11 رئيس مركز الأرصاد: عمليات الاستمطار تساهم في تشكيل مصادر جديدة للمياه بالمملكة
- 2025-08-11 شاهد… بيتًا شعبيًا عمره أكثر من 200 عام يتحول إلى مقهى تراثي في قلب الأحساء
- 2025-08-11 “بترو رابغ تعلن عن فتح باب التوظيف لخريجي الثانوية والدبلوم والبكالوريوس في عدة تخصصات”
- 2025-08-11 جامعة طيبة: بدء التسجيل لدبلوم إدارة الموارد البشرية في تأهيل الكوادر المهنية
- 2025-08-11 “من دون جراحة… د. فهد الخضيري يكشف وصفة ذهبية لعلاج الشرخ الشرجي نهائياً”
- 2025-08-11 “الزرفة” يتصدر شباك التذاكر كأعلى فيلم عربي في 2025
- 2025-08-11 «الأرصاد»: المدينة المنورة الأعلى حرارة بـ46 مئوية.. وأبها الأدنى
- 2025-08-11 إعفاء آلي لمستفيدي الضمان الاجتماعي من رسوم اختبارات قياس
عباس المعيوف