الخشية من مناقشة أطراف معينة يولد حالة من القلق، فالخوف مرتبط بالحالة النفسية، وبالتالي فإن هناك أطرافا ترتبك عند لحظة التكلم مع طرف لديه نفوذ اجتماعي قوي.
فالتشكيل التحالفي يتطلب عمل وجهد كبير، فالقوي يبقى مع الأقوياء نظرا لوجود فئات ضعيفة وغير قادرة على التعامل مع الأطراف القوية، إضافة للشعور بالتهديد جراء تقديم تنازلات بطريقة متسرعة، خاصة أن تلك التنازلات المقدمة للآخر تحتاج لاتباع (مبدأ الخطوة بخطوة).
تقديم التنازلات الكبيرة مرتبط باتخاذ القرارات، والظروف الاجتماعية والتوترات، فالخوف من فقدان المصالح الشخصية والدنيوية يمهد الطريق لإظهار الاستسلام تجاه أصحاب النفوذ الاجتماعي، خصوصا أن هناك فئات قوية تعمل على ممارسة الضغوطات الشديدة، من أجل السيطرة على شرائح معينة (بوسائل غير مشروعة)، بينما عدم إظهار الخوف تجاه أصحاب القرارات العليا يعطي الفرصة لبناء العلاقة المبنية على تشكيل التحالف الذي يعمل على مواجهة العوامل السلبية وتهيئة الأجواء المناسبة لتحقيق الأهداف المنشودة، دون الحفاظ على المصالح بغرض التسلط والاستقواء.
المجتمع يعتبر الممثل الحقيقي للأشخاص الذين لديهم القرارات الكبرى والقواعد الشعبية، إضافة للتعاون والمساندة طيلة الوقت، فكل شريحة لديها قدرات ومهارات تساعدها على التعامل مع مختلف الشخضيات، وبالتالي فإن امتلاك القدرة على النقاش يعطي الدافع لتفادي الوقوع في حقول الألغام الاجتماعية الخطيرة (المشاكل الكبيرة) التي لها تأثيرات سلبية على التماسك النفسي، مما يؤدي إلى احتواء الخلافات العنيفة.
الاحتواء يعتبر أسلوبا يساعد على معرفة أسباب الخلاف العنيف، كما يحدث تغييرا إيجابيا للعلاقات الإنسانية، فممارسة استراتجية الاحتواء عامل مساعد لتجنب (الألغام الاجتماعية) التي تضع حاجزا أمام التخطيط للحاضر والمستقبل الخاص بالعلاقات بين الثقافات والحضارات والسلوكيات والأفكار والقناعات، وغيرها من الأمور أخرى التي تصب في خدمة المجتمع بالطريقة التي تخلق البيئة النشيطة، وتشكل التحالف الاجتماعي، وتوفر المشاريع والأعمال التطوعية.
ما أجمل الأعياد والمناسبات والأزمات عندما يسودها الاحترام بالرغم من وجود الاختلافات، فطبيعة البشر مختلفون في التحالفات فلا يتفقون على انتهاج مسار محدد إلا إذا كان هناك التفاهم والقبول بينهم، وذلك من خلال عدم الميل نحو الاعتداء على حقوق الغير، فالاعتداء يثير المشاحنات بين الناس.