الأخلاق والعاطفة من العناصر الأساسية المساهمة في خلق الشخصية البشرية المقبلة على التزواج البشري وبناء العلاقة التي تعتمد على التمسك بالمبادئ والقيم الإنسانية، المبنية على البعد عن التصرفات والسلوكيات والأفعال التي تدل على عدم القدرة على تحقيق التوافق والانسجام في تكوين العلاقة الزوجية التي تحتاج لتفاهم وتقريب النفوس للقضاء على المواقف الانفعالية التي تسعى لإثارة الغضب والكراهية بين شريك الحياة والآخر.
القدرة على تقبل ظروف وسلبيات وعيوب الآخر، وسيلة للتخلص من النظرة الضيقة التي تؤدي لسد فجوة الحوار والنقاش والخوف من مواجهة المعرقلات والأخطاء في الحياة الزوجية، وبالتالي فإن التعامل مع الطرف الثاني باتباع الأخلاق والتقدير عنصر لا يساهم في الدخول في المشاكل المتعددة، إضافة إلى ذلك التورع عن البحث عن الهفوات والزلات بين كل طرف، من أجل تبادل العواطف وتقبل ظروف الطرف الآخر عند لحظة المعاناة من الظروف المالية، أو عندما يكون هناك نوع من قلة المشاركة في تبادل المشاعر والأحاسيس، التي تكون بسبب الجفاف العاطفي والعصبية الشديدة، من هنا تحتاج هذه العناصر للتطوير ،لاسيما أن بداية العلاقة الزوجية بالأخص تحتاج لطريقة الشحن العاطفي وهذا الأمر يكون بتعزيز الحب ومراعاة واحترام الظروف والمشاعر بعدم إطلاق الكلمات العنيفة التي تبين استخدام أسلوب الهمجيين عند الوقوع في مشكلة والشعور بالمضايقة نتيجة العناد، وعدم استماع الطرف الآخر لشريك الحياة يؤدي لتدهور العلاقة في فترة قصيرة، إلى أن تنتهي بالانفصال ثم الانتقال للتفكير في البحث عن شريك آخر بسبب الارتباك ووجود حواجز في العلاقة وعدم إظهار الصراحة بين الزوجين.
ولأن الصراحة تعطي كل طرف الشعور بالراحة عندما لا يعمل الطرفان على إخفاء المضايقات والمشاعر والمشاكل بعدم البوح بها إلى الآخر، ومثلا الخوف من ردود الأفعال العنيفة وكلمات الشتم والسب التي سوف تصدر من تلك المرأة التي لا تريد أن تعطي مساحة للتفاهم بسبب وجود حالة من التسلط والتحكم في الزوج والتعامل معه وكأن ذلك الرجل يلبي فقط الخدمات المالية وغيرها دون وجود مشاعر وعواطف حقيقية تجاه ذلك الإنسان الذي يتطلب التعامل معه بحذر وتركيز وانتباه وليس باتباع سلوك التهور والطيش في الكلام.
لذلك فإن الحياة الزوجية تحتاج لتفاهم وأخذ وعطاء وكلمات رقيقة، ولا ننسى هدوء الأعصاب في حال وجود ما يعمل على إثارة المضايقة والإنزعاج من تصرف محدد، ومثلا بإمكان كل طرف أن يعبر عن رأية ويستعرض المشكلة التي يعاني منها دون صراخ وإطلاق كلمات السب والشتم، وحتى ولو كان شريك الحياة غاضبا ، يجب عليه أن يكون هادئا في هذه اللحظة ليحفظ لسانه الذي قد يؤدي لإنهاء العلاقة بأقرب وقت ممكن بسبب كلمة جارحة خرجت دون حذر وانتباه.
الأخلاق والعواطف الإيجابية لها تأثير على شخصية المرأة والرجل وخصوصا في بداية العلاقة الزوجية، وكل جلسة يجب تخصيص أوقات لها من قبل كل طرف يحتاج للشحن العطفي والحديث والاستماع للآخر، من أجل أن لا تتراكم وتتضخم المشاكل ثم تصبح صعبة الحل في المستقبل بعد أن غفلت المرأة أو غفل الرجل مثلا عن مواجهة سلوك العناد والإسراف بشكل زائد من قبل المرأة.