صنف العالم (إميل دوركايم) أنه  من الشخصيات التي تتبع مبدأ الفلسفة، وهو عالم اجتماعي قام بدراسة عميقة تدور حول الفكر الانتحاري الذي يجعل البشر يفقدون القيمة والمتعة والراحة في الحياة التي تتطلب الاندماج مع المجتمع والتواصل معهم بالروح الحماسية والهادئة التي تعطي القدرة على هزيمة الضغوطات النفسية.
يبين الفيلسوف إميل أن الأفراد الذين ينعزلون بشكل مبالغ فيه عن العالم الخارجي يؤدي بهم ذلك إلى زيادة الاحتمالية في مجال الانتحار بسبب القلق والخوف من الفشل في تكوين علاقات ناجحة مع المجتمع، لذا؛ فإن الإنسان الطبيعي والناجح يسعى للاندماج مع الناس بكل قوة وهو حي يرزق في هذه الحياة التي تحتاج للصبر والإرادة والعزيمة والإصرار على هزيمة كل موقف سلبي أو مرض حاد.
في عام (1945 ميلادي) كانت ألمانيا تواجه موجة انتحارية قوية عند أفراد الجيش العسكري الألماني الذي عاش في أزمة قاتلة أدت به إلى الاستسلام عندما نجح السوفييت في الدخول إلى مناطق روسيا الشرقية وسيليزيا، وبالتالي وقع الروسيون في يد الحلفاء مما أدى إلى الهزيمة وارتفاع الضغط النفسي لديهم.
لو بحث وقام القارئ العزيز بالقراءة عن هذه القصص والحروب الطاحنة والشخصيات سيرى مدى ضعف وقوة الإنسان أمام الضغط الذي يتعرض له من قبل المجتمع الذي يعيش معه الفرد الذي يتعرض للتعنيف والعنصرية التي تميل لإحباط عمليات التقدم والتطور النفسي والفكري لدى البشر الذين يسعون لمواجهة الضغط الذي يكون بسبب هذه الأفكار الانتحارية التي تزعزع الأمان والاستقرار عند المجتمعات الإنسانية.
استكمال مشوار النجاح يعتمد على مدى قدرة الفرد على الصمود أمام التيارات الجارفة والضغوطات الاجتماعية التي يتعرض لها منذ زمن بعيد فالنماذج الناجحة عاشت حياة شديدة الصعوبة، بالأخص في العصور القديمة التي تميزت بوجود العلماء والفنانين والأدباء الذين تمسكوا بالعلم وعاشوا في زمن الحروب العالمية والاشتباكات العنيفة.
العلم والقراءة والصبر سلاح قوي يسعى لإخراج الإنسان من حالة الجهل والمرض والضعف ليصبح بعد ذلك مندمجا مع الحياة دون أن يعاني من هذه الأفكار السوداوية، والعلم يكون سببا في توسيع المعرفة والوعي عند البشر ومن هذا المنطلق يستطيع الشخص مع مرور الزمن التمييز بين الصحة والخطأ والإقبال على التواصل مع الأشخاص المحيطين به، لذلك أن العالم المتمسك بالدين والأخلاق والانضباط النفسي يملك إرادة وثقة قوية في مواجهة الصعاب.