
في عمل إبداعي متقن يعكس براعة الأيادي السعودية، تستعد الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم لتبديل كسوة الكعبة المشرفة، في مراسم سنوية تشهدها مكة المكرمة في غرة محرم من كل عام هجري، بمشاركة (154) فنيًا وصانعًا متخصصًا.
ويجري العمل على صناعة الكسوة داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، عبر سبع مراحل دقيقة تبدأ بـمرحلة التحلية، حيث يتم تهيئة الماء المحلى وفق معايير محددة لاستخدامه في غسل وصباغة الحرير. يليها مرحلة الغسيل والصباغة، والتي تشمل إزالة الطبقة الشمعية من الحرير وصبغه باللون الأسود المميز للكسوة الخارجية، والأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية، ثم تجفيفه في مجففات خاصة.
وتتواصل العملية في مرحلة النسيج الآلي، حيث تُحوّل خيوط الحرير إلى مكرات “سداية” تحتوي على أكثر من 9900 خيط للمتر الواحد، وتُنسج الأقمشة السادة والمنقوشة لتشكيل بطانة الكعبة وقماش الكسوة.
أما مرحلة الطباعة فتُنفذ عبر تقنية “السلك سكرين” لطباعة الآيات القرآنية على قطع القماش بدقة هندسية، يليها مرحلة التجميع والخياطة، حيث يتم ربط القطع المختلفة للكسوة وتثبيت الأجزاء المذهبة، ومنها ستارة باب الكعبة.
وتدخل الكسوة مرحلة التطريز المذهّب، حيث تُطرَّز الآيات والزخارف الإسلامية بأسلاك من الفضة والذهب، مع حشو الحروف بخيوط قطنية لإبرازها. ثم تُختتم العملية بـمرحلة مراقبة الجودة التي تضمن مطابقة الكسوة لأعلى المعايير قبل تركيبها.
ويُختتم العمل في يوم التبديل، حيث تُسدل الكسوة الجديدة على جدران الكعبة الأربعة وتُثبت من الزوايا والأسفل، مع تركيب ستارة الباب، في مراسم روحانية تحظى باهتمام عالمي.
هذا العمل المتقن يبرز الجهود الوطنية المبذولة في خدمة الحرمين الشريفين، ويعكس مدى الاحترافية والدقة التي تتمتع بها الكفاءات السعودية في هذا الشرف العظيم.