
أوصى تقرير فني صادر عن هيئة تطوير المنطقة الشرقية بتحويل المباني التراثية المرممة في حي الدواسر بمدينة الدمام إلى ورش عمل حية للحرفيين والمصممين والفنانين، في خطوة تهدف إلى خلق بيئة إبداعية جاذبة وتعزيز الثقافة والهوية المحلية.
وجاءت هذه التوصية ضمن دليل إعادة تأهيل الأحياء التاريخية والمواقع التراثية، الذي دعا أيضًا إلى إنشاء فرع للمعهد الملكي للفنون التقليدية “ورث” داخل الحي، ليكون مركزًا متخصصًا لتوثيق ونقل مهارات العمارة التقليدية وتدريب جيل جديد من الحرفيين المهرة، بما يضمن ضخ روح جديدة في قلب الدمام التاريخي.
ويُعد حي الدواسر النواة التأسيسية لمدينة الدمام، وتستهدف الخطة تطويره بما يتجاوز مجرد الترميم المعماري، ليصبح مشروعًا مستدامًا في الثقافة والإبداع، يعيد له مكانته كمركز حيوي نابض بالحياة.
وكشف المسح الميداني عن وجود 202 مبنى تراثي داخل الحي، تحتفظ بملامحها المعمارية الأصيلة، ومنها البيوت المصممة حول فناء مركزي واستخدام الحجر البحري، إضافة إلى نظام التهوية التقليدي المعروف بـ “الملاقف”، الذي يوجه نسيم البحر لتبريد الأسطح ويتيح استخدامها كمساحات للمعيشة والنوم في الهواء الطلق مع الحفاظ على الخصوصية.
ومن المنتظر أن تشكّل هذه المباني بعد ترميمها بيئة مثالية لاحتضان الورش الفنية والمراكز التدريبية، بينما يضمن فرع معهد “ورث” استدامة الحرف التقليدية عبر توثيق ونقل التقنيات المعمارية المحلية للأجيال القادمة، ليكون التطوير إحياءً حقيقيًا لروح المكان وهويته الثقافية.
.