
دعا *سماحة الشيخ حسن الصفار* لبث ثقافة التبشير برحمة الله، وعدم اغلاق أبواب التوبة والرّحمة في وجوه العاصين المخطئين.
وقال: يجب أن نركز على عنصر الجذب والاستقطاب لمن وقع في الخطأ والذنب، واستعادته إلى جادة الخير والصلاح.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 4 ربيع الثاني 1447هـ الموافق 26 سبتمبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: *التبشير برحمة الله*.
https://www.saffar.me/index.php?act=artc&id=5453
وأوضح سماحته أن الإنسان يعيش صراعًا داخليًا محتدمًا بين نوازع الخير ونوازع الشر، مشيرًا إلى أن الفطرة والضمير والعقل تدفعه نحو الخير، بينما تسوقه الشهوات والأهواء نحو الشر والانحراف.
وتابع: مكمن الضعف في شخصية الإنسان يتمثل في خضوعه لشهواته وأهوائه، ولذلك فتح الله تعالى له أبواب التوبة دائمًا، رحمةً به، وتمكينًا له من استعادة وعيه ونهوضه بعد أي زلة.
وأضاف: لعلم الله تعالى بضعف الإنسان أمام شهواته وأهوائه، ولأنه تعالى يريد الرحمة بالإنسان، فإنه يفتح له دائمًا أبواب التوبة، والتراجع عن الذنب والخطأ، والإعراض عن المحرضين لاتباع الشهوات.
ولفت إلى أن الدين ينطلق من نظرة واقعية موضوعية للإنسان، وإنه غالبًا ما يضعف أمام شهواته وأهوائه، فيدعوه لليقظة والحذر من الاستجابة للشهوات والأهواء، لكنه يأخذ بيده للنهوض كلما عثر، وينتشله من السقوط كلما وقع.
وشدد على أن مهمة المتصدين للتوجيه الديني لا تقتصر على التحذير والإنذار من سخط الله، بل تبرز أولًا في التبشير برحمة الله الواسعة، حيث كان التبشير هو الوظيفة الأولى للأنبياء.
مستشهدًا بقوله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}.
وأبان أن التبشير من البشارة، وهي الإخبار بخبر سار يفرح ويبسط بشرة الوجه. وأن الإنذار: هو التخويف من حدوث ما يضر للاحتراز منه.
وتابع: دور الأنبياء يخبرون الناس بما يفرحهم ويسرهم، من سعة رحمة الله، وما أعده لعباده من سعادة في الدنيا، ونعيم وثواب في الآخرة، إن هم استجابوا لدعوته، وسلكوا طريق الخير.
وأضاف: ويخوّف الأنبياء الناس ويحذّرونهم من الشّقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة، إذا أعرضوا عن الله، وسلكوا طريق الشّر.
وأشار إلى أن الله تعالى لا يدع الإنسان الذي انزلق إلى طريق الشّر أن يغرق، بل يمد له يد الإنقاذ وخشبة الخلاص، إلى آخر لحظة من اللحظات.
ومضى يقول: أيها الإنسان إنك تضعف أمام شهواتك وأهوائك، وترتكب الذنوب والمعاصي، وعليك أن تستعيد وعيك.
وتابع: إن الله لا يريد من الإنسان أكثر من أن يعترف بخطئه، ويطلب منه العفو، فما أوسع رحمة الله، وما أعظم عفوه، وما أعجب تلكؤ الإنسان عن طلب العفو والمغفرة.
وأضاف: إن الله تعالى يولي التائب من عباده عناية واهتمامًا، حيث يبذل له محبته، يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
وحث على الثقة برحمة الله، وأن يسارع الإنسان إلى التوبة من أي خطأ وقع فيه، وأن نبشر الآخرين ممن اخطأوا أو أذنبوا برحمة الله.
وفي موضوع متصل قال سماحته: إن التوبة أما أن تكون من ذنب يتعلق به تعالى، أو يتعلق به حق الآدمي.
وتابع: الذنب الذي يتعلق بالله تعالى، إن كان فعل قبيح، يكفي في التوبة منه الندم عليه، والعزم على ترك العودة إليه.
وأضاف: وإن كان اخلالًا بشيء من الواجبات، كالصلاة والصوم والزكاة، فيأخذ بالأحكام المرتبطة بها، ومنها الوصية بما لم يطبقه في حياته.
وبيّن أن الذنب المتعلق بحق إنسان آخر، لابد من ارجاع حقه إليه إن كان مالًا له أو لورثته، وإن لم يعرفه يتصدق به عنه. وإن كان حقًا معنويًا كالغيبة يعتذر إليه.
*لمشاهدة الخطبة:*
https://www.youtube.com/live/XockOwfkY-o