تبذل لجنة مراسيم التشييع والعزاء جهوداً كبيرة ومكثفة منذ اللحظات الأولى لإعلان رحيل المربي الفاضل سماحة الشيخ العلامة كاظم بن ياسين الحريب – رحمه الله – الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس الأربعاء عن عمر ناهز الستين عاماً، قضاه في خدمة الدين والمجتمع والتربية والعطاء.
وسيوارى جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير اليوم الخميس ليلة الجمعة الساعة السابعة مساءً في المقبرة الجنوبية بالمنيزلة، حيث ستبدأ مراسم التشييع بإلقاء نظرة الوداع في جامع الإمام الجواد (ع)، تليها الصلاة على الجثمان ثم التشييع إلى مثواه الأخير، وسط حضور جماهيري واسع من أبناء البلدة ومحبي الفقيد.
ويتوقع أن يشهد التشييع حشوداً غفيرة من داخل وخارج محافظة الأحساء، لتوديع الشيخ الجليل، من أهالي المنيزلة وعلماء ومشايخ ووجهاء ورجال دين ومؤمنين، عرفوا مكانته الكبيرة ودوره البارز في خدمة المجتمع والعمل الديني والتربوي والإنساني.
فقد كان الفقيد الراحل رمزاً للعطاء والإخلاص، حمل هموم مجتمعه لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً، وكان المحرك النابض لعدد كبير من المبادرات والمشاريع الخيرية والدينية، منها مهرجان المصطفى للزواج الجماعي ولجنة الإبداع والتطوير والدروس الشبابية التربوية، كما دعم جميع المشاريع بالكلمة والمشورة والمال، فكان سنداً لكل لجنة ومرشداً لكل جيل.
تشكيل اللجنة وتوافد المتطوعين
منذ اللحظات الأولى لإعلان نبأ الوفاة، بادرت مجموعة من أبناء البلدة إلى تشكيل لجنة مراسيم التشييع والعزاء لتنسيق الجهود وتنظيم الحدث الكبير الذي يليق بمقام الشيخ الراحل.
وقد شهدت الساعات الأولى توافد أعداد كبيرة من المتطوعين والمؤمنين والجهات الخدمية للمشاركة في لجان التنظيم المختلفة، كلٌّ حسب اختصاصه، من تنظيم الحشود وتهيئة المقبرة والضيافة والنقل والإسعاف والمواقف وغيرها.
وأكدت اللجنة في بيانها الموجه إلى المتطوعين: “نحن أمام حدث كبير، والجميع أهل للأدوار التي أسندت إليهم. فلنركز على إنجاز المهام بتفانٍ، ونتغلب على مشاعر الحزن بقدر الإمكان، لنقدّم عملاً يليق بشخص صاحب السماحة الشيخ الجليل الذي علّمنا الهمة والعزيمة والإخلاص في خدمة الناس.”
حركة التنظيم والاستعدادات الميدانية
حرصت اللجنة على وضع خطة تنظيمية متكاملة بالتعاون مع شرطة ومرور الأحساء لتسهيل حركة المشيعين والحفاظ على الانسيابية أثناء مراسم التشييع.
كما تم تجهيز عدد من المواقف والباصات الترددية لنقل المشيعين من وإلى المقبرة الجنوبية بالتعاون مع عدد من النقليات في المنيزلة، والمواقف التي تم تخصيصها هي:
- مركز النشاط الاجتماعي بالمنيزلة
- بجوار مدرسة البيان
- الأرض البيضاء خلف خزان الماء (ملعب الأنصار سابقاً)
- بجوار جمعية ملاذ الخير
- مدرسة المعتصم بالله
- موقف الحديقة
- بجوار مكسرات الصفا
- الأرض البيضاء خلف خزان الماء
- بجوار مواقف الصيانة التابعة لشركة سكيكو
وغيرها
وأهابت اللجنة بجميع الأهالي والمشاركين الالتزام بالتعليمات التنظيمية والتعاون مع المنظمين لتفادي الازدحام وتيسير حركة الدخول والخروج، خصوصاً حول المقبرة وساحة التشييع.
جهود ميدانية وتهيئة المقبرة
شهدت مقبرة المنيزلة الجنوبية منذ مساء الأربعاء حراكاً واسعاً وجهوداً متواصلة من المتطوعين والمعدات الخدمية لتهيئة المكان واستقبال الحشود المتوقعة.
وشملت الأعمال حفر القبر، تجهيز الساحات، تسوية المسطحات، تركيب الإضاءة، وتنظيم ممرات التشييع، واستمرت حتى كتابة هذا الخبر وسط أجواء مفعمة بالحزن والتكاتف.
الجاهزية الطبية والإسعافية
ضمن استعدادات اللجنة، تم التنسيق مع فريق طبي وإسعافي لتأمين موقع التشييع بعدد من المسعفين والممرضين المجهزين بالأدوات الطبية.
كما تم تجهيز نقطة إسعافية ميدانية بالقرب من موقع التشييع، وتخصيص سيارة إسعاف جاهزة للتحرك الفوري بالتعاون مع الجهات الرسمية في حال الحاجة.
العزاء
أوضحت اللجنة أن عزاء الرجال سيقام عصراً وليلاً لمدة ثلاثة أيام، حيث سيكون اليوم الأول في مصلى المقبرة، فيما ستُقام بقية الأيام في حسينية آل البيت بالمنيزلة.
أما عزاء النساء فسيُقام أيضاً في حسينية آل البيت عصراً وليلاً ابتداءً من اليوم الخميس.
جاهزية مواقع العزاء
تجهيزات مصلى مقبرة المنيزلة الجنوبية مكتملة لاستقبال المعزين في اليوم الأول، فيما ستكون حسينية آل البيت جاهزة لبقية أيام العزاء، مع الالتزام بأعلى معايير التجهيزات لضمان راحة وسلامة المعزين.
لقد فقدت المنيزلة برحيله علماً من أعلامها ومربياً فاضلاً غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الشباب، وأسهم في توجيههم نحو الالتزام والوعي والمسؤولية. كان مثالاً في التواضع والخلق الرفيع والصدق في القول والعمل، فاستحق حب الناس جميعاً وثقتهم واحترامهم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.