ودّعت جموع غفيرة من المؤمنين، وسط حضور علمائي كبير وأجواء مفعمة بالحزن والدموع، المربي الفاضل سماحة العلامة الشيخ كاظم بن ياسين الحريب، الذي شيع إلى مثواه الأخير مساء أمس الخميس، ليلة الجمعة، في المقبرة الجنوبية ببلدة المنيزلة، في مشهد مهيب شهدته آلاف من أبناء البلدة ومحافظة الأحساء، يتقدمهم العلماء والخطباء ووجهاء المجتمع وطلبة العلوم الدينية.
وقد فجعت بلدة المنيزلة والمجتمع العلمائي في الأحساء بخبر رحيل سماحته صباح يوم الأربعاء 30 ربيع الثاني 1447هـ، عن عمر ناهز الستين عاماً، قضاه في خدمة الدين والمجتمع والتربية والعمل الإنساني، تاركاً أثراً عميقاً في قلوب محبيه.
كان الفقيد الراحل رمزاً للعطاء والإخلاص، حمل هموم مجتمعه لأكثر من سبعة وثلاثين عاماً، وكان المحرك النابض لعدد كبير من المبادرات والمشاريع الخيرية والدينية، من بينها مهرجان المصطفى للزواج الجماعي، ولجنة الإبداع والتطوير، والدروس الشبابية التربوية، واللجنة الأهلية بالمنيزلة والجمعيات الخيرية، كما أسهم في بناء وترميم المساجد والحسينيات، كما كان له عطاء في المحكمة الجعفرية بالأحساء تحت إشراف آية الله الشيخ محمد الهاجري قدس سره، والشيخ محمد اللويم، حيث عرف بدقته وتفانيه في أداء عمله، كما كان أيضاً من الكوادر البارزة في مركز الإرشاد الأسري، وقاد العديد من الأنشطة التربوية والاجتماعية في المنيزلة، فكان قدوة في البذل وعلامة في الخدمة وسنداً لكل مبادرة خيرية تخدم الإنسان والمجتمع.
بعد الانتهاء من تغسيل الجثمان الطاهر، القت الكوادر العاملة والمتطوعة في لجنة التشييع والعزاء، نظرة الوداع على جثمان الفقيد في صالة مغتسل مقبرة المنيزلة، في مشهد مليء بالحزن، والبكاء، ولوعة ألم الفقد.
بدأت مراسم التشييع من جامع الإمام الجواد عليه السلام، بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان الفقيد، حيث ارتفعت أصوات النحيب والبكاء من أقاربه ومحبيه من مختلف الأجيال، تعبيراً عن فقدهم لرمز تربوي وإنساني كان حاضراً في وجدان الجميع.
وقبل صلاة المغرب، ألقى سماحة الشيخ حبيب الأحمد كلمة رثائية مؤثرة استذكر فيها مسيرة الشيخ الحريب المليئة بالعطاء والخدمة على مدى سبعة وثلاثين عاماً، مشيداً بدوره الرائد في بناء الإنسان والمجتمع ومكانته المرموقة التي استمدها من علمه وأخلاقه وتفانيه، مشيراً إلى ما تحمله من آلام ومصاعب في سبيل نهضة مجتمعه وتربية الأجيال.
بعد الانتهاء من الصلاة، حمل الجثمان الطاهر على الأكتاف في موكب مهيب من جامع الإمام الجواد عليه السلام نحو مقبرة المنيزلة الجنوبية، حيث امتلأت الساحات بالآلاف من المؤمنين الذين توافدوا من مختلف مناطق الأحساء لتوديعه.
وشهدت المقبرة أداء صلاة الميت مرتين، الأولى بإمامة العلامة السيد محمد باقر الناصر، والثانية بإمامة العلامة السيد هاشم السلمان، في مشهد روحاني مهيب عمّ الخشوع والدعاء.
وخلال المراسم، ألقى عدد من العلماء ورجال الدين كلمات تأبينية قصيرة، من بينهم العلامة السيد محمد باقر الناصر، وحجة الإسلام والمسلمين السيد عبدالله الموسوي، والعلامة السيد هاشم السلمان، والشيخ إبراهيم الرضي، والشيخ حبيب الأحمد، والشيخ علي السالم، عبّروا فيها عن عمق الخسارة برحيل عالم رباني خدم الدين والمجتمع بإخلاص وغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأجيال.
وقبل الصلاة على جثمانه الطاهر، تم تشغيل مقطع صوتي من أحد خطب سماحة الفقيد الراحل، تحدث فيه بإنسانية عن تلمس حاجات المحتاجين، مؤكدًا على أهمية خدمة الناس ومساعدتهم. وقد قوبل المقطع بتفاعل كبير من الحضور، مع أصوات الدعاء والبكاء، تقديرًا لصفاته الإنسانية ونبل مشاعره.




































التعليقات 1
1 pings
انا لله وانا اليه راجعون
2025-10-24 في 2:09 م[3] رابط التعليق
رحل جسدك عن دنيانا، لكن روحك الطيبة باقية في قلوبنا.
أيها الراحل إلى جوار ربك، ما زلت تترك أثرًا طيبًا في كل مكان.”
يا من لا تُحصى الكلمات لوصف أخلاقه، أسألك يا رب أن تغفر له وترحمه.”
كان نعم الاب والصديق، لن ينسى القلب وفاءه وتضحياته.😭😭😭
المحراب يفتقدك صلاة الجمعة بدونك مظلمه
صاحب اليدالبيضاء والكلمه الطيبه
رحلت وتركت اثرك الطيب
رحمك الله يا أعز من عرفته💔💔💔