في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الصادق عليه السلام (مهدية أمير المؤمنين عليه السلام) بمحافظة الأحساء، نعى سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز المزراق – أحد أبرز طلبة العلوم الدينية في قرية الفضول ومحافظة الأحساء – المربي الفاضل والعلامة الراحل الشيخ كاظم بن ياسين الحريب، الذي وافته المنية يوم الأربعاء الماضي، وشيّع إلى مثواه الأخير مساء الخميس في موكب مهيب شارك فيه آلاف المشيعين من داخل الأحساء وخارجها.
وجاء في كلمة الشيخ المزراق خلال خطبته:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
ببالغ الحزن والأسى، تلقيت نبأ رحيل أخي وحبيبي سماحة الشيخ كاظم بن ياسين الحريب (أبو محمد)، أحد الوجوه العلمية البارزة في بلدة المنيزلة، والذي وافته المنية في يوم الأربعاء التاسع والعشرون من شهر ربيع الآخر لعام 1447 هـ.
لقد كان الفقيد الراحل ـ رحمه الله ـ مثالًا يُحتذى في الإخلاص والتفاني في العمل الديني والاجتماعي والتبليغي، حيث كرّس حياته في خدمة أبناء بلدته ومجتمعه في الأحساء، وسعى بكل ما أوتي من حكمةٍ ورحابة صدرٍ إلى الإصلاح بين الناس وحل الخلافات الأسرية والاجتماعية.
عرفه الجميع باحترامه للآخرين وتواضعه وسعة صدره ورجاحة عقله، وتقبّله للآراء المختلفة بروحٍ أبويةٍ رحيمة، فكان بيته ووقته ملاذًا لكل محتاجٍ للنصح أو الوساطة أو الإصلاح.
إن فقدانه ثُلْمة كبيرة لا تُسدّ، غير أنّ آثاره الطيبة وسيرته العطرة ستبقى حاضرة في ذاكرة المجتمع وقلوب محبّيه.
وإذ أتقدّم بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد الكريمة، وإلى أهالي بلدة المنيزلة الكرام، أسأل الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته، وأن يحشره مع محمد وعترته الطيبين الطاهرين.
وأن يُلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، وأن يُخلف على المجتمع بخلفٍ صالحٍ لخير سلف.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن: الشيخ عبدالعزيز بن المزراق
التاريخ: 1 جمادى الأول 1447 هـ




