ألقى حجة الإسلام والمسلمين سماحة العلامة السيد عبدالله الموسوي في جامع الإمام القائم (عج) بالمبرز، كلمةً تأبينية مؤثرة في تأبين الفقيد والمربي الفاضل، رجل العطاء والخدمة، سماحة الشيخ العلامة كاظم بن ياسين الحريب، الذي ارتحل إلى جوار ربه يوم الأربعاء، وشُيّع إلى مثواه الأخير يوم الخميس في مشهدٍ مهيبٍ حضره آلاف المشيعين من أهالي المنيزلة والأحساء، يتقدّمهم العلماء وطلبة العلم ووجهاء المجتمع.
استهلّ السيد الموسوي كلمته بالتذكير بمقام العلماء العاملين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الدين والناس، مؤكدًا أن رحيل الشيخ الحريب ترك فراغًا لا يُسدّ في الساحة الدينية والاجتماعية، لما مثّله من قدوةٍ في الإخلاص، والزهد، والتواضع، وخدمة الناس بصمتٍ وصدقٍ.
وأشار سماحته إلى أن الفقيد الراحل كان عالماً زاهداً متواضعاً، لا يسعى لمكانةٍ ولا مديح، بل جعل من حياته منبرًا للعمل الصالح والإصلاح الاجتماعي، فكان قريبًا من الناس، يُعين المحتاج، ويواسي الحزين، ويصلح بين القلوب بحكمةٍ ورفقٍ.
وتحدّث السيد الموسوي عن علاقة الشيخ الوثيقة بأهالي المنيزلة والأحساء، مبينًا أنه كان يعتبرهم أهله وناسه، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ويتفقد أحوالهم باستمرار، مؤكدًا أن حبه للناس كان ترجمةً حقيقيةً لتعاليم الدين وأخلاق العلماء الربانيين.
كما أشار إلى أن الفقيد ترك إرثًا علميًا وتربويًا خالدًا من خلال دروسه ومحاضراته وخُطَبه التي رسخت مفاهيم الاعتدال والإخلاص، وأنّ تلامذته ومحبيه سيواصلون نهجه في خدمة الدين والمجتمع بروح الوفاء والصدق.
واختتم سماحته كلمته بالدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته مع العلماء والصالحين، سائلاً الله أن يُلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان، مؤكّدًا أن ذكراه ستبقى راسخة في وجدان الأحساء والمنيـزلة.
وقد كان سماحة السيد عبدالله الموسوي من بين الحاضرين في تشييع الفقيد ومجالس العزاء، إلى جانب جمعٍ من العلماء وطلبة العلم والمشايخ، حيث بدت مظاهر الحزن والألم مرتسمة على وجهه تأثرًا برحيل الشيخ الحريب، لما كان يمثّله من مكانةٍ علميةٍ وروحيةٍ رفيعة، وشخصيةٍ مؤثرةٍ في الوسط الديني والاجتماعي.







