في اليوم الثاني من عزاء الفقيد بحسينية آل البيت بالمنيزلة.. كلمة مؤثرة استعاد فيها مواقف جمعت الراحل في قم المقدسة ودروساً من شخصيته الفريدة
ألقى سماحة العلامة والمفكر الشيخ عبدالجليل البن سعد مساء اليوم الثاني من عزاء الفقيد المربي الفاضل والعالم العامل سماحة الشيخ كاظم بن ياسين الحريب كلمةً مؤثرةً في حسينية آل البيت بالمنيزلة، عبّر فيها عن عميق حزنه لفقد “رفيق الدرب ورفيق الغرفة” كما وصفه، مستعيداً ذكرياتٍ جمعته بالفقيد في حوزة القرآن والعترة في قم المقدسة قبل أكثر من ثلاثة عقود.
استهلّ سماحته كلمته بتقديم التعازي لمولانا صاحب العصر والزمان (عج) وللحوزة العلمية بالأحساء وللمؤمنين عامةً، مشيراً إلى أن العام 1409هـ كان بداية صحبةٍ مباركةٍ جمعته بالشيخ الحريب في السكن والدراسة. وقال إن شخصية الفقيد كانت متميزةً منذ شبابه، إذ “كلما تقدّم به العمر ازداد اتزاناً واعتدالاً”، لافتاً إلى أنه كان لطيفاً، ظريفاً، ذا دعابةٍ محببةٍ، لكنه في الوقت ذاته شديد التدين وضبط النفس.
وتحدث الشيخ البن سعد عن مواقف شخصيةٍ جمعتهما في السفر إلى مشهد المقدسة، حيث لمس عن قربٍ تدين الفقيد وقدرته على كبح النفس، مؤكّداً أنه كان “رجلاً غير خوّاضٍ في المجالس التي يُخاض فيها بالناس”، بل كان يلوذ بالصمت صيانةً لسانه وخلقاً رفيعاً.
كما أشار إلى أن الشيخ الحريب تميّز بروح الخدمة والعطاء، مبيناً أنه كان يخدم من حوله دون ترددٍ، ويتفقد شؤون زملائه، ويشاركهم حتى في ما يملك من لباسٍ وطعامٍ، قائلاً: “كان يعرض عليّ أن يشاركني قمصانه وجيبه، في وقتٍ ضيّقٍ لا يعرف فيه إلا الإيثار”.
وبيّن سماحته أن الفقيد كان يؤمن بـ المحورية في العمل العلمي والاجتماعي، أي أن يختار العالم مجالاً يبدع فيه ويكرّس طاقته له، وقد اتخذ الشيخ الحريب محور الإصلاح الاجتماعي ميداناً لعمله، حتى غدت سمعته تتجاوز الأحساء إلى مناطق أخرى بفضل إخلاصه وتفانيه ضمن لجان الإصلاح الرسمية والشعبية.
وفي ختام كلمته، استعاد الشيخ البن سعد مشهداً قديماً حين كان مع رفيقه الراحل. قائلاً: “يومها بكينا سوياً، واليوم يتجدد الحزن عندي على رحيلك يا شيخ كاظم، فمن يشاركني الحزن هذه المرة؟
واختتم سماحته بالدعاء للفقيد بالرحمة والرضوان، مؤكّداً أن المنيـزلة والأحساء فقدتا برحيله أحد رموز العلم والإصلاح، وعَلَماً من أعلام الاعتدال والخلق الرفيع.





