ألقى الشيخ محمد علي العطية كلمةً مؤثرة في رثاء فقيد الأحساء وبلدة المنيزلة سماحة الشيخ كاظم بن ياسين الحريب، الذي وافته المنية صباح يوم الأربعاء ٣٠ ربيع الثاني ١٤٤٧هـ، عن عمر ناهز الستين عامًا قضاه في خدمة الدين والمجتمع والتربية والعمل الإنساني، وشيّع إلى مثواه الأخير مساء الخميس في مشهد مهيب حضره الآلاف من المؤمنين والعلماء ووجهاء المجتمع.
وفي كلمته، عبّر الشيخ العطية عن حزنه العميق قائلاً:
“رحم الله روحًا كانت لنا نورًا وطمأنينة، وقلوبنا لا تزال تبكيها رغم مرور الأيام…
رحم الله الشيخ الفاضل الذي عاش عمره في سبيل الله، مخلصًا لدينه، نقيّ السريرة، طيب الأثر، لا يبتغي إلا وجه الله في كل ما قدّم.
كان علمه يفيض على من حوله كالنور، وكلماته تلامس القلوب وتوقظها من غفلتها، وما من مجلسٍ حضره إلا وترك فيه أثرًا لا يُنسى.
علّم الناس بحكمته، ونصح بصدق، وواسى بحنان، وسعى للإصلاح بين القلوب حتى آخر أيامه، وكأن همه أن يترك وراءه مجتمعًا أكثر صلاحًا ورحمة.
عرفته فوجدت فيه صفاء القلب، وصدق النية، وعمق الإيمان. لم يكن مجرد شيخٍ أو عالم، بل كان أبًا ومعلمًا وملاذًا لكل من احتاج الكلمة الطيبة والدعاء الصادق.
ذكراه باقية في قلوبنا، وصورته لا تفارق ذاكرتنا، وعباراته ما زالت تتردّد في أذهاننا كنبراسٍ يهدي ويضيء.
يا لروعة الأيام التي جمعَتنا، ويا لثِقل الفقد بعد رحيلك…
كم تمنيت أن تبقى قليلًا، أن يُمهلك العمر أكثر لتُكمل ما بدأته من خير، لكنك رحلت وتركت فينا من ذكراك ما يملأ القلب حنينًا ودعاء.
اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، وأنزل عليه رحمتك الواسعة، واغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
اللهم اجزه عن علمه الذي نفع به الناس، وعن كل نفسٍ اهتدت على يديه، وعن كل قلبٍ رقّ بدعوته.
اللهم اجعل له من النور في قبره ما يشرح صدره، ومن الرحمة ما يطمئن به قلبه، وارفَع درجته في عليين مع الصالحين والعلماء العاملين.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.”




