في أجواء الحزن التي خيّمت على المنيزلة خلال أيام عزاء سماحة الشيخ العلامة كاظم بن ياسين الحريب (رحمه الله)، ألقى سماحة الشيخ علي العساكر كلمة مؤثرة في حسينية آل البيت بالمنيزلة، عبّر فيها عن عمق الفقد وصعوبة الموقف أمام سيرة رجلٍ جمع بين العلم والعمل والإخلاص.
استهل الشيخ العساكر كلمته قائلاً: “وقهر عباده بالموت والفناء، إنا لله وإنا إليه راجعون، وعظّم الله لنا ولكم الأجر في مصابنا الجلل بفقد الشيخ كاظم الأحِبّة، الأخ العزيز القريب إلى القلب جداً.” وأشار إلى أن علاقته بالراحل امتدت لأكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً، عرفه خلالها عالماً مخلصاً، خلوقاً، واسع الصدر، ومحباً للناس.
وتحدث العساكر عن ذكرياته مع الفقيد قائلاً: “رافقته في حملة الفرقان للحج والعمرة لسنوات، فكان مرشداً للحجاج، يجيب عن المسائل الشرعية، ويحتوي الجميع بابتسامته وأخلاقه الرفيعة.” كما نوّه بدوره البارز في المحكمة الجعفرية بالأحساء إلى جانب آية الله الشيخ محمد الهاجري (رحمه الله)، مشيراً إلى أنه ترك أثراً كبيراً في مجال الإصلاح الاجتماعي والأسري من خلال عمله في مراكز الإرشاد الأسري بالعمران وغيرها.
منفتحاً على الشباب ومؤمناً بدورهم
أوضح الشيخ العساكر أن من أبرز صفات الشيخ الحريب انفتاحه الكبير على فئة الشباب، حيث كان قريباً منهم، يستمع إليهم ويأخذ بأيديهم نحو الطريق الصحيح. وأضاف: “لم يكن شيخنا الراحل منغلقاً، بل كان محفّزاً للشباب، يقود البرامج الثقافية والأدبية في البلدة، ويمنحهم الثقة ليكونوا فاعلين في المجتمع.”
وأضاف أن الشيخ الحريب لم يكن فقط رجل دين، بل كان صاحب فكر وثقافة وعلم، إذ واصل دراسته الأكاديمية والدورات التدريبية المكثفة عالية المستوى، وألف عدداً من الكتب والإصدارات التي أغنت الساحة الفكرية، مشيداً بجمعه بين العلم الشرعي والعلم الأكاديمي في انسجامٍ نادر.
وختم سماحة الشيخ علي العساكر كلمته قائلاً: “نحن مطمئنون إلى أن الشيخ الراحل قد رحل إلى ربٍ غفورٍ رحيم، ليجزيه الله خير الجزاء على ما قدم لوطنه وبلدته ومجتمعه. وإن كنا نبكيه اليوم، فدموعنا على فقده، ونسأل الله أن يجمعنا وإياه في حضرة محمد وآله الطيبين الطاهرين.”
واختتم كلمته بدعاءٍ خاشعٍ للفقيد.





