ألقى سماحة الشيخ إبراهيم الرضي كلمة مؤثرة خلال أيام عزاء المربي الفاضل سماحة الشيخ العلامة كاظم بن ياسين الحريب (رحمه الله) في حسينية آل البيت بالمنيزلة، تناول فيها ملامح شخصيته ومسيرته الزاخرة بالإيمان والعمل والإخلاص، مؤكداً أن الفقيد كان نموذجاً لرجل الدين العامل بصدقٍ وتواضعٍ في خدمة الناس والمجتمع.
أوضح الشيخ الرضي أن الفقيد كان عالماً عاملاً، متواضعاً في دنياه، شديد الورع في ماله، صادق النية في عمله، شجاعاً في مواقفه، وصبوراً في الشدائد، مشيراً إلى أن هذه الصفات جعلته محبوباً بين الناس ومصدر ثقة لعلماء الدين ووجهاء المجتمع، معتبراً أن فقده خسارة كبيرة للمجتمع الأحسائي والمنيزلاوي لما مثله من أثرٍ دينيٍ واجتماعيٍ عميق.
استمر حديثه قائلاً: “الشيخ كاظم لم يكن يعيش إلا من عرق جبينه، فما أخذ من بيت المال شيئاً، بل اعتمد على نفسه عاملاً بيده، زاهداً في الدنيا، صادق النية في كل ما قدم.” وأضاف أن مسيرته الدينية والعلمية امتدت منذ عام 1413هـ حتى رحيله عام 1447هـ، حيث أصبح خلالها وكيلاً ومعتمداً لعدد من المراجع من بينهم شيخ الفقهاء والمجتهدين الشيخ الآراكي (قدس سره)، مبيناً أنه كان من بين الذين سعوا لتخريج وكالته لما لمسوه من إخلاصٍ وكفاءةٍ وحكمةٍ رفيعة.
وتابع الشيخ الرضي قائلاً: “كان الشيخ الحريب رجلاً متديناً في غاية التدين، حكيماً في غاية الحكمة، شجاعاً في منتهى الشجاعة، وصبوراً في مواجهة التحديات والأزمات.” وأردف قائلاً: “سلامٌ عليك أيها الشيخ يوم وُلدت، ويوم رحلت إلى قم المقدسة، ويوم عدت إلى ساحة العمل لتختتم حياتك بخدمة الخلق، وهي أجلّ الخدمات عند الله.”
وتوقف الرضي عند الأثر الذي تركه الشيخ الراحل، مستشهداً بالحديث القدسي: “الخلق عيالي، فأحبهم إليّ أنفعهم لعيالي.” وقال إن الشيخ الحريب جسّد هذا المعنى واقعاً، فكانت حياته نفعاً للناس، وسعيه في الإصلاح وخدمة المجتمع عبادةً متواصلة.
وختم الشيخ إبراهيم الرضي كلمته بالدعاء قائلاً: “سلامٌ على الشيخ يوم رحل، ويوم ترك بصماته الخالدة، ويوم يُبعث على ما قدّم من علمٍ وخيرٍ وإصلاح، الفاتحة إلى روحه الطيبة مسبوقة بالصلاة على محمد وآل محمد.”




