بين أجدادنا وآبائنا إرث كبير يتمثل في جيل الشباب، حيث أوج العطاء وعنفوان الطموح، ولا شك أن الأسرة تلعب دور المهاجم القناص في ملعب الحياة، إذ ينشأ الأبناء على ما يغرسه الآباء في نفوسهم من قيم التسامح والبذل والمعروف ومساعدة الآخرين.
وهكذا تتألق بين أعيننا، شخصيات ترعرعت في بيئة، عُرفت بخدمة المجتمع، وانتشر أريج عطائها في أوساطنا في غير مجال، حتى لا تكاد تفتش عن مكان إلا وتراهم كالنجوم يضيؤون ويلمعون.
الأستاذ “أحمد بن حسين البراهيم” واحد ممن ذاع صيته في بلدة المنيزلة، على صعيد العمل الاجتماعي والرياضي والتربوي.
ولعلنا نكشف في هذا اللقاء عن أبرز محطاته والجوانب المشرقة في شخصيته، وما لا يعرفه الكثير عن شخصه الكريم.
الحياة الاجتماعية والأسرية:
- بداية نرحب بكم عبر هذه الاستضافة، ونود أن نتعرف على سيرتكم الذاتية كمدخل لهذا اللقاء؟
الاسم : أحمد حسين البراهيم
– الميلاد: ٢٤ / ١٠ / ١٩٨١ م
– أب لولدين حسين وعبدالرحمن.
– كشاف سابق بنادي المنيزلة والرئاسة العامة لرعاية الشباب بالأحساء، ومشارك في العديد من المعسكرات والتجمعات الكشفية كمعسكر خدمة الحجاج بمنى والتجمع الدولي بالطائف وغيرها..
– لاعب ألعاب القوى بنادي الروضة بالجشة، وكرة قدم بنادي المنيزلة.
– حاصل على بكالوريوس اللغة العربية من جامعة الملك فيصل عام ٢٠٠٥ م.
– حاصل على الدبلوم العالي (المهني) في التربية الخاصة من جامعة حلوان بالقاهرة عام ٢٠٠٧ م.
– مشارك في العديد من البرامج وورش العمل والمؤتمرات الداخلية والخارجية.
– التحق بالسلك التعليمي عام ٢٠٠٨م كمعلم للتربية الخاصة.
– عام ٢٠١٤ رئيسا لمركز النشاط الاجتماعي بالمنيزلة.
– عام ٢٠١٥م أصبح مشرفاً للتربية الخاصة بإدارة التعليم بالأحساء.
– عام ٢٠١٧م معلما داخلياً للمقيمين بمركز التأهيل الشامل بالأحساء.
– مشرفاً للعوق الصحي والجسمي بتعليم الأحساء.
– منسقاً بين التعليم والصحة لمتابعة تعليم الطلاب المقيمين بالمستشفيات.
– عام ٢٠١٨م مسؤول العلاقات الحكومية بنادي الفروسية بالاحساء.
– ٢٠٢٠ مشرفاً لمركز النشاط الاجتماعي بالمنيزلة.
- هلّا حدثتنا بشكل موجز عن بداية اهتمامكم بالرياضة والعمل الاجتماعي والتطوعي؟
البداية كانت في “الفريج” مع الجيران، بعدها انتقلنا إلى حديقة المنيزلة، ثم إلى الملاعب بمزارع المنيزلة وكنا نحب التجمعات والرحلات وتقاسم الأكل والشراب ،ومن هنا تطورت الهوايات إلى عمل منظم وله أهداف.
- سابقاً طغت جنبة العلاقات الأخوية على جنبة المصالح، إذ يسعى أفراد المجتمع لمساعدة بعضهم في المناسبات المختلفة، فهل تغيرت البوصلة في وقتنا الحاضر؟
مجتمع المنيزلة مجتمع متكاتف دائما في الخير ، لكن التخطيط ضعيف ، ينقصنا التخطيط الجيد .
– كيف يسهم العمل التطوعي والخدمة الاجتماعية في صقل الشخصية ومكانتها في المجتمع؟
الاحتكاك مع الناس والوقوف على مواقفهم، أخذ الدروس والعبر ، وهذه الأمور كفيلة ببناء الشخصية وصقلها.
- هل لأسرتكم دور في حثكم على الانخراط في العمل الاجتماعي، وهل هناك موقف مؤثر دفعك لذلك؟
نشأت خادما في مجالس أبي عبدالله الحسين عليه السلام في تقديم المشروبات وتنظيف المجالس الحسينية ووجدت لذة في ذلك، والسعي في تلبية حاجات الناس تُسهل أمرك وتُدخل السرور عليك وعليهم ، وكان لوالديّ الدور الكبير في ذلك .
- تحملتم مسؤولية عائلتكم – بصفتكم الابن الأكبر – بعد رحيل والدكم – رحمه الله – كيف واجهتم هذا الامتحان ؟ وما الدروس التي اكتسبتموها رغم حرارة الفقد؟
المودة كانت تحف بيتنا، لذا لم أواجه صعوبة أبدا، وخصوصا إذا كانت بالبيت أم عظيمة مثل أمي – حفظها الله -.
العمل الأكاديمي :
- أكملتم دراستكم الأكاديمية وأنهيتم البكالوريوس في جامعة الملك فيصل، لماذا توجهتم إلى مصر؟ وماذا أضافت لك أكاديمياً؟
تخرجت من جامعة الملك فيصل بتخصص اللغة العربية وكان هناك اكتفاء من ناحية التقديم على الوظائف التعليمية، فكرت بالدراسات العليا وبحثت عن مسار يناسب اللغة العربية ،فوجدت التربية الخاصة هي الأنسب، بحثت عن جامعات تقدم دراسات عليا في التربية الخاصة بالمملكة ولم أجد إلا جامعة الملك خالد بأبها ومقاعدها محدودة، وجدت التخصص بجامعة قطر وجامعة حلب وجامعة حلوان بالقاهرة، وبما أن مصر متقدمة جدا في التربية الخاصة وقع الاختيار عليها.
- عملت معلما للتربية الخاصة، وترشحت مشرفاً في تعليم الأحساء، كيف وصلتم للإشراف، وماذا بعد الإشراف؟
حب التخصص دفعني لتقديم المزيد، وأطمح في الوصول إلى كل ما يسهم في تطوير قدراتي لخدمة وطني وشبابه.
- بحكم قربكم من مسؤولي التعليم، ماذا ينقص المنيزلة في الجانب التعليمي وماذا يميزها؟
اللجنة الأهلية بالمنيزلة تحاول جاهدة لمعالجة النقص بالمرافق، أما بخصوص المجتمع المنيزلاوي فهو متأخر عن القرى والمدن التي حولنا من ناحية التخصصات والمناصب، سواء الأكاديمية أو غيرها، فهم بحاجة إلى توجيه لاختيار التخصصات.
- ما أبرز المشاريع والبرامج التي قدمتها كمشرف تربوي في مجال التربية الخاصة؟
الأنشطة والمشاريع كثيرة لعل أبرزها برنامج العوق الجسمي والصحي لطلاب التعليم العام من حيث تقديم الدعم المادي.
مركز النشاط (النادي سابقاً):
- تدرجتم في مسيرتكم في نادي المنيزلة إلى أن تقلدتم منصب رئيس مركز النشاط الاجتماعي بالمنيزلة لفترتين متقطعتين، حدثنا عن بدايتكم؟
بدأت كلاعب لفترة متقطعة بالقسم الرياضي، ثم التحقت بالقسم الاجتماعي وكان النادي كل شيء بالنسبة لي ولمن كان في عمري تلك الفترة ، أما بخصوص المناصب بالنادي لم تكن متاحة سابقا، بينما هذه الفترة الساحة مطروحة أمام الجميع.
- نجحتم بتعاون الوجهاء والداعمين من رجال البلد في بناء المقر الحالي لمركز النشاط بعد أن كان المقر عبارة عن بيت مستأجر لسنوات طويلة، هل حدثت معجزة؟
أنا كنت واثق جداً بالمجتمع ومساندته، وطرحت فكرة البناء على إدارتين سبقتنا، لكنهم لم يكونوا متحمسين.
- هل الأمور تسير على ما يرام في مركز النشاط من حيث دوره في رعاية النشء والشباب وإقامة البرامج النوعية إضافة إلى الاهتمام بالرياضة؟
حالياً هناك فترة ركود بسبب الجائحة ، لكن النشاط الرياضي قائم والنشاط التطوعي متطور ومنتشر بالبلدة.
- هل من رسالة توجهونها إلى الشباب أو الآباء أو المثقفين تتعلق بمركز النشاط؟
مركز النشاط هو البيئة الحاضنة لأفكار المجتمع، فنحث الناس إلى التوجه للمركز لتلبية احتياجات المجتمع ، فالإدارة ما هي إلا مؤتمنة على المقر، وتعمل على تنظيم وتنفيذ أفكار الشباب على أرض الواقع.
العمل التطوعي :
- أسستم فريق علو التطوعي، إذ يضم عددا من المتطوعين من مختلف المدن والقرى، ما التوجهات التي تخططون لها فيما يتعلق بالفريق، وهل هناك إنجازات تحققت على مستوى الأحساء؟
حققنا بفريق علو التطوعي أكبر عدد ساعات تطوعية في منصة العمل التطوعي التابع للموارد البشرية على مستوى الأحساء والثاني على مستوى الشرقية .
- حملة التبرع بالدم، يبرز فيها العمل الإنساني النبيل، والصبغة التطوعية، وتعد واحدة من أبرز الحملات في المحافظة، ما – أسباب استمرارها ونجاحها؟
تكاتف ودعم أهل المنيزلة هو السبب الرئيس لاستمرارها ، التخطيط الجيد ، ووجود العنصر التطوعي على مدى تلك السنوات ، ساهموا بلا شك في استمرار الحملة وعلو صيتها .
- بدأتم عملكم التطوعي من الفرقة الكشفية بنادي المنيزلة، لماذا لا نراها في مركز النشاط؟
النشاط الكشفي اندثر بالمملكة كلها تقريباً ، وعوضنا عنها بفريق علو التطوعي.
من هنا وهناك
- أبرز الشخصيات التي أثرت في حياتك ولا يمكن نسيانها؟
أبي رحمة الله عليه.
- أهم حدث تعتبره أحدث نقلة نوعية لشخصيتك؟
المشاركة في معسكر خدمة الحجاج بمنى ١٤١٧هـ ، فقد فتح آفاقاً واسعة أمام عيني.
- ما أصعب مرحلة دراسية على المعلم من وجهة نظرك مع الأسباب؟
المرحلة المتوسطة لأنها بداية المراهقة وتتطلب جهداً كبيراً من المعلم في معرفة خصائص النمو لهذه المرحلة وطرق التعامل مع الطلاب بمختلف أمزجتهم وسلوكياتهم.
- مثل أو حكمة أو بيت شعر تكرره دائما وتعمل به؟
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
– كتاب قرأته أو تنصح بقراءته؟
“الرقص مع الحياة” لمهدي الموسوي.
- لو أعطيتك تذكرة دولية مفتوحة، فما وجهتك؟
النرويج.
- نشكرك “أبا حسين” على إتاحة هذه المساحة لنا عبر صحيفة المنيزلة نيوز ، ونسأل الله لكم دوام السداد والموفقية في مسيرتكم العملية .
سعيد جدًا بهذا اللقاء وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة للحديث مع متابعيكم الكرام.
التعليقات 1
1 pings
زائر
2022-03-11 في 1:10 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله .. مبدع وخدوم
الله يوفقك .