في أحد الأحياء، عاش نجّار بسيط لا يعرفه كثير من الناس. يعمل بصمت، يفتح ورشته عند الفجر، ويغلقها مع الغروب. لم يكن من رواد الديوانيات، ولم يشارك في الجدل اليومي. لكنه ترك بصمته في كل بيت من بيوت الحي. سأله أحدهم يومًا:
لماذا لا تجلس معنا؟
قال: "الناس يتذكرون من بنى، لا من تكلم"
العمل أبلغ من الكلام
الذين يعملون بصمت يخلّدهم الأثر، لا الضجيج.
كل إنجاز حقيقي بدأ بفعل، لا بحديث.
حين يتحول الإتقان إلى عادة، يصبح العمل طريقًا للرضا والقبول.
قال ﷺ: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه"
اسأل نفسك كل يوم:
هل أنجزت ما تستحق أن تفتخر به؟
هل تقدم شيئًا حقيقيًا أم تكتفي بالحديث؟
الديوانيات... بين المنفعة والمهلكة
الديوانية قد تكون مصدر وعي أو منبر هدم ، لا تبني وعيًا ولا تُصلح فسادًا.
حين تتحول إلى مساحة للغيبة والسخرية وتحليل الناس، فإنها تضر أكثر مما تنفع.
الكلام الفارغ لا يبني وطنًا، ولا يطوّر فكرًا، ولا يصلح خللًا.
في دراسة حديثة، وُجد أن 60% من وقت الاجتماعات الاجتماعية يضيع في نقاشات غير منتجة.
الوقت أغلى من أن يُهدر في جعجعة لا طحين تحتها.
الإيمان يحميك من السقوط في الترهات
إذا غاب الإيمان، خفَّت الرقابة الداخلية، وسَهُل الوقوع في الزلل.
من ثبّت قلبه على طاعة الله، لن يستسهل إيذاء الآخرين بالكلام، ولن يُشغل وقته في القيل والقال.
فكّر:
هل ما تقوله يبني؟
هل حديثك اليوم أضاف وعيًا؟
أم أنه مجرد جعجعة ديوانية جديدة؟
خاتمة: اجعل فعلك صوتك
لسنا بحاجة لمزيد من الأصوات، بل لمزيد من الأفعال.
لا تنتظر اعتراف الناس، اصنع أثرًا يرونه ولا تنكره أعينهم.
دع الديوانيات لأهلها، وكن أنت من يصنع التغيير من موقعه.
اعقد النية مع الله أن تكون من الذين إذا قالوا فعلوا، وإذا وعدوا وفوا، وإذا حضروا أنجزوا.
فالزمن لا يذكر من تكلم، بل من عمل.
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
2025-06-26 في 3:15 ص[3] رابط التعليق
اي والله
انها جعجعة بلا طحين
غير معروف
2025-06-28 في 4:54 ص[3] رابط التعليق
للاسف هذا حال بعض الديوانيات
تحليل اي عمل اجتماعي
وتشريح اي شخص دون مخافة الله
بحجة الحرية والانتفاح
والاعظم من ذلك من يفول بحجة الاصلاح والنصح للاخرين