في رَمضاءِ كَربلاء بَينَ الرِمالِ تاهت
طِفلةٌ تَبحثُ بَين الجُثَثِ عَن أمان!
تُراقِب بِعينيها الصغيرتينِ و لاحت
كأنهُما كَفّي عَمها المليئتانِ بِالحنان!
تُلَملِمُ شُتاتَ أفكارِها وتهوي لِلخيام
فَـ تراها مُشتَعِلةً بِـ ألسنةِ النيران
.
وطِفلٌ عَطِشٌ يتمنى بِضعُ قَطرات
تَروي لَهيبَ فؤادٍ صارَ كّـ الجمرات
و يُسّقَى ماءً لَكِن ما مِن ماء!
فأينَ غابَ عَنا حامِلُ اللواء؟
فَـ لا القِربةُ مِن السِهامِ عادت
و لا الكفّانِ عن نهرِ الوفا ناءَت
.
وزَينبٌ تَرقبُ عَن بُعدٍ حُسينَها
و تَرجو مِنَ اللهِ عَودةَ إخوتِها
ولَكِن نَحرُ الرَضيعِ لَوّعَ صَبرُها
و السَهمُ الثُلاثيُ شَيّبَ رأسُها
وعَينُ الكافِلِ أحرقت كُلَ أملُّها
و أوصالُ الأكبرِ هَيجّت صَبرُها
.
أيُمنَعً سِرُ الحياةِ عَن سِرِ الحياة!
١٠\١\١٤٤٧ هـ
6/7/2025م