من المؤسف حقاً أن يصل بنا تقديس الشخصيات الدينية والثقافية إلى تحقير الرأي الآخر مهما كان قيمته الفكرية والثقافية، بل ويصل الموضوع إلى أبعد من ذلك، فتبدأ ثقافة التحقير والتشكيك والولاء والعقيدة لغير الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بمجرد الاختلاف في النظرة، وندافع عن جهلنا بكل ضراوة من أجل الحق المطلق الذي نزعناه من الناس وأطرناه لنا، وما هذا الفعل إلا دفاعاً لذلك الرمز الديني أو الثقافي، فنحن مع الأسف لم نتربَّ على سماع الرأي الآخر المخالف لنا في العقيدة والفكر سواء داخل المذهب الواحد أو على صعيد المذاهب الأخرى، بل العكس صحيح تماماً، فلا يحق لك أن تناقش وتجادل، وإن كان أغلبنا يرفض هذا العنوان ولكن الواقع يثبت صحة الكلام بحذافيره وخير شاهد الدخول في حوار لترى بعينك تلك الصورة جلية، لقد ساهمنا من حيث نشعر أو لا نشعر في تأصيل هذه الثقافة المخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعندما نحقر من قيمة الفرد المسلم كونه اختلف معي في رؤية معينة معنى ذلك تهميش قيمة العقل الفردي مقابل الذوبان قهراً في سلبية العقل الجمعي.
عندما نتحدث عن ظاهرة التقديس الأعمى أو الصنمية فالحديث مرتبط عن الأسباب وراء تضخم هذه الظاهرة وخاصة في مجتمعنا العربي والإسلامي وبالأخص عند فئة المتدينين وكيف ينقلب الحب إلى تقديس أعمى لا يبصر ولا يرى إلا من زاوية ضيقة، فغالباً الصنمية تتشكل في البداية من صورة ذهنية دون شرط المعرفة، لذا من السهل استدراج كثيرين باسم الدين لمشروعهم وأغلب هؤلاء المؤدلجين يخافون مع مرور الوقت من الخوض في التفكير والنقد مما يصنع حالة من الصنمية وبالتالي يسهل استحمارهم، عندما يملك الإنسان ثقافة حية وحقيقية يدرك معنى أن الإنسان ليس عبداً لثقافة معينة ومنها يتحرر من قيود الاستعباد. ونحن نشاهد من خلال المجالس والمنتديات الثقافية كيف أن بعضهم يتغنى ليل نهار بأسماء ورموز يرى الحق من خلالهم ويرى الباطل من خلفهم، هذا يعني الوقوع في فخ التقديس الأعمى. هذه الظاهرة التي هي بين مد وجزر تنبئ بمرض نفسي اجتماعي لا يمكن الخلاص منه إلا بالانفتاح بكل أريحية مع الآخر والتجرد من الأهواء الشخصية والتركيز على أن العقل والتجرد من العواطف في تقييم الآخرين هي المنطلق الحقيقي لبناء فكر ثقافي مستقل يصعب توظيفه في مشروع ما لخدمة أهداف معينة. ونحن هنا لا نزكي أنفسنا ففي كل واحد منا صنم يسمى حب الأنا ينطلق من خلاله في سحق الآخرين من أجل مصالح شخصية. من المهم أن نعرف أن ظاهرة الصنمية لا تأتي من فراغ بل فرض القوة وزرع التعصب الأعمى. بالنتيجة فقد خلقني الله حرا وأعلم أن هذا المفكر والكاتب ورجل الدين المثقف والرسام والمخترع قبل كل شيء إنسان ليس معصوماً من الخطأ تحركه الشهوات والغرائز ويرى مصلحته مقدمة فوق كل شيء إلا من رحم ربي، وبدل أن يضع الإنسان وقته في تمجيد الشخصيات والرموز عليه أن يبدأ بنفسه ويصنع ذاته ومستقبله وأن ينقش له اسمًا يخلده في ذاكرة التاريخ.
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-08-12 🏐 نادي العيون بالأحساء لكرة الطائرة يتأهل رسميًا إلى دوري الدرجة الأولى
- 2025-08-12 رصد 14 بقعة شمسية في سماء السعودية
- 2025-08-11 رئيس مركز الأرصاد: عمليات الاستمطار تساهم في تشكيل مصادر جديدة للمياه بالمملكة
- 2025-08-11 شاهد… بيتًا شعبيًا عمره أكثر من 200 عام يتحول إلى مقهى تراثي في قلب الأحساء
- 2025-08-11 “بترو رابغ تعلن عن فتح باب التوظيف لخريجي الثانوية والدبلوم والبكالوريوس في عدة تخصصات”
- 2025-08-11 جامعة طيبة: بدء التسجيل لدبلوم إدارة الموارد البشرية في تأهيل الكوادر المهنية
- 2025-08-11 “من دون جراحة… د. فهد الخضيري يكشف وصفة ذهبية لعلاج الشرخ الشرجي نهائياً”
- 2025-08-11 “الزرفة” يتصدر شباك التذاكر كأعلى فيلم عربي في 2025
- 2025-08-11 «الأرصاد»: المدينة المنورة الأعلى حرارة بـ46 مئوية.. وأبها الأدنى
- 2025-08-11 إعفاء آلي لمستفيدي الضمان الاجتماعي من رسوم اختبارات قياس
عباس المعيوف