يقول الله تعالى (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
من هو الماكر الخبيث؟ هومن يدبر ويخطط وينفذ بخبث ودهاء
وما هو مكر الله؟ هو تدبير الخالق لأمور الخلق بحسن ورحمه ولطف خفي يحيط المؤمن ويجعله في مأمن من خبث ودهاء الماكر
كيف يكون ذلك؟
يقوم الماكر بتخطيطه الخبيث ليوقع المؤمن الذي يحسن الظن بالله في شرٍ يشافي به حقده وحسده على صحة او مال أو ملك او مكانة علميه أو اجتماعية أو دينيه وينجح في تنفيذ ما خططه وهذا بعد مشيئة الله ويعيش نشوة الانتصار المزيف على هذا المؤمن المتوكل في تدبير أمره على الله. وهنا يفاجئ الماكر الخبيث بمكر الله أي تدبير الله الذي يحول مكره إلى تدبير فيه خير لهذا المؤمن. لتوضيح ذلك أكثر مثلا ً قد يكون لمؤمن مكانة في أي مجال من مجالات الحياة. وهناك من يتربص به ويمكر اي يدبر بأن يسلبه مكانته وبالفعل يتم له ذلك بعد مشيئة الله ويأتي حينذاك تدبيره سبحانه وتعالى للمسلوب حقه ليرجع اليه الذي دبر الماكر أن يسلبه اياه بل ويكون مكره السيئ سبباً في أن يرفع الله المؤمن الى أسمي درجه ممكنه في مجاله. وهذا مكر الله وهو خير الماكرين أي خير المدبرين.
ولهذا لا داعي أن نتساءل عن حال المؤمنين لماذا لا يتكدرون مهم تكدر صفاء عيشهم؟ لماذا هم راضون بما قُدر لهم؟؟ لماذا هم سُعداء مهم ذاقوا من شقاء الحياة؟ يشاء الله لهم أن يسلبهم بعض النعم ونجدهم لا يحزنوا على ذلك بل يحمدوا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه لعلمهم ويقينهم وايمانهم بمكر الله الذي هو تدبيراً لأمورهم.
الخلاصة التي نستخلصها من الآية الكريمة هي أن تجعلها جواباً لكل ماكر خبيث يظن ويختال متكبراً ويتجرأ ويسأل من يمتلك مثلي قدره فائقة وخارقه في مكرٍ لا مثيل ولا شبيه له؟ يأتيه الجواب من خلال المؤمن المعتمد على الله في تدبير شأنه كله بتلاوته الآية (يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وآله الكرام
التعليقات 2
2 pings
Abduljaleel Alsaleh
2017-02-13 في 2:24 م[3] رابط التعليق
?
عبدالهادي
2017-02-13 في 3:38 م[3] رابط التعليق
تمام