?(1-9) حينما ربط النبي (ص) أعمال المؤمنين في خطبته لشهر رمضان بشرطي النية الصادقة والقلب الطاهر كونه يدرك أن هذين العضوين معرضان للإصابة بمرض النفاق الأخلاقي الذي يصيب نفوسهم ، ويشكل أكبر خطورة على الصائمين من الأمراض العضوية التي تصيب أجسامهم .
?(2-9) تحذير النبي (ص) من مرض النفاق الأخلاقي لعلمه أن هذا المرض أشد الأمراض خطورة على أعمال المؤمنين في شهر رمضان ، لذا لم يحذرهم من مرض النفاق العقائدي بقدر ماحذرهم من النفاق الأخلاقي الذي يقع فيه العلماء فضلاً عن عوام الناس.
?(3-9) تحذير النبي (ص) من استحواذ النفاق الأخلاقي على نفوس المؤمنين في شهر رمضان جاء من حرصه الشديد عليهم لكي لا يصابوا بتبعاته الخطيرة والمهلكة ، فينسف صيامهم ، ويمحق أعمالهم ، ويضيع حسناتهم .
?(4-9) النفاق الأخلاقي الذي حذر منه النبي (ص) في شهر رمضان على نوعين الأول : نفاق أخلاقي على مستوى نفسي كمرض الرياء ، والسمعة ، والعجب ، والتكبر وغيرها ، والثاني: نفاق أخلاقي على مستوى اجتماعي كمرض الحقد ، والحسد ، والغيبة ، والنميمة ، وقطيعة الرحم ، والعداوة ، وأذية المؤمنين وغيرها.
?(5-9) لم يغفل النبي (ص) في خطبته لشهر رمضان عن إرشاد الصائمين إلى سبيل الوقاية من مرض النفاق الأخلاقي لكي يحصنهم من الوقوع في مصائده المهلكة ، بشرط حرصهم على أخذ جرعات متتالية من مصل صدق النية ، وطهارة القلب ، وذلك حينما قال : فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة ، وقلوب طاهرة.
?(6-9) إن القلب الطاهر والنية الصادقة مصلان وقائيان يقيان من مرض النفاق الأخلاقي ، وهما مصلان ليس من السهولة على أي مؤمن التحلي بهما إلا من تمتع بمستوى عالٍ من الإيمان والعلم يعطيانه قوة وعزيمة على تربية ذاته ، وحب الخير لغيره ، بحيث تكون نيته منبعاً للصدق ، ونقاء للسريرة ، والبعد عن الرياء والسمعة ، ويكون قلبه وعاء طاهراً لحب الناس ، ومنطلقاً للدعاء إلى المسيئين قبل المحسنين منهم .
?(7-9) إن التحلي بالنية الصادقة والقلب الطاهر في شهر رمضان لا يتم إلا بكبح جماح الأنا وترويضها ، والتأمل في أخلاق وسلوك محمد وآل محمد صلوات الله عليهم اجمعين ، ليستلهم من سيرتهم بصيص من شعاع نورهم الوضاء الذي ينير طريق كل من أراد أن يسلك طريقهم ويهتدي بهديهم .
?(8-9) إن تحذير النبي (ص) من وقوع الصائمين في مخالب مرض النفاق الأخلاقي لما يمثله هذا المرض من خطورة حقيقية على طهارة قلبه وصدق نيته ، بحيث أن الصائم قد لا يستطيع أن يعالج نفسه أو يتداركها إذا استحوذ عليهما هذا المرض الفتاك وتحكم في كل أعماله .
?(9-9) إن أكبر كارثة ناتجة عن تحكم مرض النفاق الأخلاقي في نية وقلب الصائم هي محق ونسف كل أعماله وصيامه وقيامه ، بحيث تذهب كلها أدراج الرياح ، وتكتمل تعاسته حينما يُوصف بالوصف المشين الذي عبر عنه النبي (ص) بقوله : فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، وذلك هو الخسران المبين .
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
2017-06-12 في 2:15 ص[3] رابط التعليق
شكرًا لحرصكم وحرصكم
ماتم ذكره من أمراض أخلاقية نشتكي منها كثيرا
لكن التعبير بالنفاق في محل الكلام غير دقيق
فهي أمراض روحية
بلاشك
البلادي
2017-06-12 في 2:17 ص[3] رابط التعليق
شكرًا لحرصكم وتفضلتم بذكر الأمراض التي يعاني منها المجتمع
والتوعية بها سبيل لتقليلها ..
لكن ذكر مفردة نفاق اخلاقي ارى انها غير دقيقة
والاكتفاء بالمرض الاخلاقي هو أنسب
شكرًا