من ذاكـرة التـاريخ
أحداث ومواقف لا تنسى
( الحلقة الخامسة )
[caption id="" align="alignleft" width="136"] الحاج حسين علي البحر رحمه الله[/caption]
الحاج المرحوم / حسين علي البحر ( 1351 هـ ــ 1389 هـ )
هو الحاج حسين بن علي حسين البحر بوصالح أحد رجالات البلدة الطيبين الموالين المداومين على حضور مجالس أبي عبدالله الحسين عليه السلام في مجالس البلدة العامة (الحسينيات) وفي المنازل الخاصة ، فعندما تنظر وتدير نظرك إلى جهاتها الأربع فلا بد أن تراه ضمن الحضور في المجالس التي تقام فيه قراءة ( تعزية لمولاي الحسين عليه السلام ) .
وعندما تلتفت يمينا أو شمالا في احد مساجد البلدة سوف تراه مواظباٌ على أداء الفرائض فيها ، وعندما تسمع بقافلة من البلدة سوف تتوجه إلى زيارة الأئمة المعصومين عليهم السلام فغالباٌ ما يكون ضمن هؤلاء الزائرين لعشقه وحبه ألا محدود فيهم عليهم السلام ، ومن عادات الحملات التي تتوجه إلى زيارة المعصومين والصالحين في العرق وإيران وسوريا أن تنطلق قافلتان كل عام الأولى في شهر جمادى والثانية في شوال (الأضحى) والاثنتين تستمر مدتهما ثلاث أشهر .
[caption id="" align="alignright" width="90"] اية الله العظمى السيد عبدالاعلى السبزواري قدس سره[/caption]
أما قصتنا هذه مع زيارة الحاج المرحوم حسين البحر إلى العراق فكان مرتباٌ لها ، وتمت الرحلة كما أرادوها منظموها وكانت رحلة تسودها المحبة والإلفة والتعاون والتكاتف فيها بين الزوار بعضهم البعض ، إلا أن القوم عندما أرادوا العودة إلى العراق قادمين من إيران ، وبالتحديد في مدينة ( سبزوار ) وهي المدينة التي ينحدر منها المرجع الكبير آية الله السيد عبد الأعلى السبزواري (1329هـ - 1414 هـ). ، تسلّم المرجعية العليا بعد وفاة أبي القاسم الخوئي ، أصاب الحاج حسين البحر ألم فأحس بالوجع وتدهور في صحته وشكا ذلك لأهله وجماعته والذي منهم الحاج المرحوم أحمد محمد بلام والحاج حجي السيف وابنه محمد بويوسف ، فقاموا باللازم ومحلولة معالجته على أن يعود إلى حالته الأولى الطبيعية ، إلا أن القدر أسرع وأقوى منهم ، فساءت حالته وضعف جسمه عن الحركة ولما دنت منيته ووصل اجله فاضت روحه إلى باريها وانتقلت إلى الرفيق الأعلى رحمة الله عليه .
فصار مرافقوه في موقف لا يحسدون عليه فقد كان بالأمس بينهم يزور ويدعو ويصلي ويخرج ويعود ، واليوم وقد فقد من بينهم في لمحة بصر ، ساد الزوار جو من الحزن والألم أسودت الدنيا في وجوهم ، بالخصوص أهله حرمه وابناه الأكبر صالح أقل من عشر سنوات وابنه الثاني سمير في عمر سنة ، استعان الرفقاء ببعض أهالي مدينة ( سبزوار ) من الإيرانيين وحكوا لهم قصة فقيدهم فتعاطف الإيرانيين معهم ، فقدموا لهم المساعدة وهيئوا لهم الأجواء وفتحوا لهم الأبواب كي يتم تجهيز الفقيد السعيد ودفنه في مقبرة المدينة ، وبالفعل تم تجهيزه والصلاة عليه ومواراته في قبره التي شاءت الأقدار أن يكون قبره هناك في سبزوار ( بيهق سابقاٌ ) وهي مدينة إيرانية تقع في محافظة خراسان شمال شرق إيران تبعد حوالي 250 كم إلى الغرب من مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان , تشتهر سبزوار بزراعة العنب و صنع الزبيب و الفواكه المجففة .
ثم انطلقت القافلة راجعة إلى العراق من دون الفقيد الذي قضى في عز شبابه حيث أن عمره لم يتجاوز الأربعين عاماٌ ، وبعد أن قضاء الرفقاء عدة أيام في العراق يتنقلون بين مزاراتها عادة القافلة إلى أرض البلدة يعلوا وجوههم الحزن وقد خلفوا المرحوم أبو صالح في ضيافة الإمام الرضا أبو الحسن شمس الشموس وأنيس النفوس ضامن الجنان الذي قال : (من زارني على بعد مداي ضمنت له الجنة ) ، وها نحن أهالي هذه البلدة الطيبة قد استودعنا عندك أحد رجالها المؤمنين الموالين العارفين بحقكم والذي قضى وهو في طريق عودته بعد زيارتكم ، اسأل من الله العلي القدير أن يغفر له ويحشره معكم وتحت لوائكم انه سميع مجيب .
خلف الفقيد خمسة من الأولاد اثنان من الذكور الحاج صالح أبو حسين والحاج سمير أبو محمد وثلاث من البنات حرم الحاج محمد حسين الموسى بو جاسم وحرم الحاج عبدالله حسين البراهبم بو احمد وحرم الحاج حسين الزين من قرية بني معن ، جعله الله في عليين مع النبيين الصديقين والشهداء .
إبراهيم حسين البراهيم
الأحساء ــ المنيزلة
16 / 11 / 1435 هـ
التعليقات 2
2 pings
حوراء صالح
2014-09-12 في 1:41 ص[3] رابط التعليق
الله يرحمك ياجدي ويسكنكك فسيح جنات الخلود ويحشرك مع محمد وآله الأطهار ، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ، اللهم احشره مع اهل بيتالنبوة ومعدن الرسالة فاطمة وابوها وبعلها وبنوها ، اللهم سكنه فسيح جناتك واغفر له وارحمه وثبته يالله، اللهم ارزقه جنتك ، اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
2014-09-12 في 10:42 ص[3] رابط التعليق
ذكريات حزينة وجميلة في نفس الوقت جميلة من حيث ان تشعر بتلاحم اهالي بلدة المنيزلة والوفاء الذي يكنونه لبعضهم البعض وحزينة كون القدر أكبر من سعة الانسان والحمد لله رب العالمين … شكر الله سعيك أخينا ابراهيم البراهيم .