أن تكون حُرًا ، لا يعني أن تكون إنسانًا متمردًا أو متسلطا تعمل ما يحلو لك دون اعتبار لرأي الأخرين ، فهذا مفهوم خاطئ ، بل لتكون إنسانا منطقيًا وعقلانيًا متحررًا من القيود والأوهام الضالة ، يرى الحقيقة ويعمل بها ويرى الباطل ويبتعد عنه ، ليس حكرًا لفعل معين أو شخص معين أو قضية معينة ، وإنما يتبع ما يراه عدلًا في الأحكام والثقافات والعلوم والمصالح والمناهج وكثير من الأمور والقضايا الإنسانية .
أن تكون حرًا بمعنى أن تتحرر من قيودك الداخلية وأفكارك السلبية ، وأن تكون إنسانا واعيًا سلسلًا سمحًا في تصرفاته وأفعاله ، وأن تنتصر على عقلك الباطن ، فالعقل هو خاصية الإنسان التي بها ميّزه الله وشرفه بها ، فبالعقل تستطيع أن تنال أعلى درجات الكمال .
أن تكون حرًا بمعنى أن تنال السلام الداخلي بالرضا والقناعة، واستشعار نعم الله عز وجل ، أن تكون حرًا بمعنى أن تكون متسامحًا مع الآخرين ، ترتقي بأفكارك وتسعى لتحقيق أهدافك ، تسير في الاتجاه الصحيح .
أن تكون حرًا بمعنى أن تكون شخصًا متواضعًا ونافعًا بمقدار العدل الذي يتوجب عليك ، فالحرية الصحيحة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق وتطوير الذات والسعي والمبادرة .