كيف تستمتع برياضة الجري؟! لم أكن ذلك الشخص الذي يستمتع برياضة الجري حقاً، كنت أجري فقط من أجل الحفاظ على صحتي، ولكن بعد قراءة هذا الكتاب ، بدأت أحب هذا التمرين.
يذكر "دين" (مؤلف هذا الكتاب) قصته مع رياضة الجري، وكيف أصبح شغوفاً بها إلى درجة الإدمان، فقد بدأ "دين" : "رياضة الجري عندما كان في المرحلة التمهيدية، قبل أن يبلغ السابعة من عمره، كان يقول كنت أستمتع بالجري وأنا في طريق العودة من المدرسة إلى البيت، الجري منحني شعوراً بالحرية والاستكشاف لم تقم به المدرسة أبدا" .
أول مسابقة جري شارك بها عندما كان في الصف الثالث الابتدائي، على الرغم من أنه شارك في العديد من مسابقات الجري وفاز بالدوري لعدة مرات، إلا أنه قرر اعتزال تلك الرياضة بعد إنهاء دراسته الثانوية؛ حيث إن المسؤوليات ازدادت بعد دخول الجامعة، والعمل وحياته الأسرية، ولكن في ليلة عيد ميلاده الثلاثين، قرر أن يعمل شيئاً يغير حياته للأفضل.
يقول : "خرجت ليلة عيد ميلادي الثلاثين وقررت أن أجري 30 ميلاً للاحتفال بهذه المناسبة"، ويقول أيضا: شعرت بأني ولدت من جديد، ومنذ ذلك الوقت، استمر في التمرين وممارسة الجري حتىى حطم أرقاما قياسية على مستوى العالم في هذه الرياضة، ومن ضمن إنجازاته أنه تمكن من أن يجري 50 ماراثون في 50 يوماً.
وبطبيعة الحال، جاءت كل هذه الإنجازات بعد تدريبات مكثفة والالتزام بعادات غذائية جيدة، وهذه الإنجازات لن تحدث إذا لم يكن لديه شغف قوي، لم تكن لديه رغبة قوية في الوصول إلى هذا المستوى فحسب، بل عمل جاهداً لتحقيق هذا الهدف،.
كان يختار التمارين التي تقوي عضلاته وتجعل الجري أسهل، ويقسم وقته بين الجري والراحة، حينها أدرك أن ممارسة الرياضة لا تكفي دون الحصول على المصادر الصحيحة للطاقة، لذلك حضر دورات حول التغذية، مما دفعه إلى ممارسة عادات الأكل الصحية، على سبيل المثال: قرر "دين" أن لايتناول السكريات المكررة ودقيق القمح الأبيض منذ أن أدرك تأثيرها السيئ على جسم الإنسان، فهو يأكل في الغالب السلمون والخضار والفواكه وغيرها من الأغذية الطبيعية الغنية بالبروتين.
كان يحرص على علاقته مع أسرته وأصدقائه حتى أصبحوا هم الداعمين له في مسيرته الرياضية، لقد جعلني "دين" أنظر إلى رياضة الجري بشكل مختلف عمّا كان في السابق، لقد أدركت أن أحد الأسباب الرئيسة التي تجعلني لا أستمتع بهذه الرياضة الرائعة، هو الشعور بالملل والتعب بسهولة، تعلمت من "دين" العثور على أهمية السرعة المناسبة اثناء الجري، وأيضاً تعلمت منه كيف أختلي بذاتي، وأستمتع أثناء ممارستي لهذه الرياضة الجميلة، بدلاً من أن أشتت ذهني بالاستماع إلى المقاطع الصوتية، وصرت أستمتع بما حولي من الطبيعة .
ومن الأساليب الأخرى التي أشغل وقتي وذهني بها أثناء الجري، محاولة تذكر مقال أو كتاب قرأته مؤخراً، وهنا اكتشفت كم لدى الإنسان من قدرة مذهلة على استرجاع كمية كبيرة من المعلومات في وقت قصير - سبحان الله- والآن دعني أقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك على الاستمرار والاستمتاع برياضة الجري:
* تقسيم المسافة الطويلة، ( على سبيل المثال، أن تأخذ فترة من الاستراحة عندما تصل إلى حي الشاطئ ).
* السرعة المناسبة لك، هي التي تجعلك لا تشعر بالتعب عندما تتحدث أثناء الجري، الإكثار من شرب السوائل قبل وأثناء وبعد الجري لتفادي الجفاف والشعور بالآلم.
* اختر المكان الجيد الآمن، وتناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والبروتنينات الطبيعية.
لقد قيل"رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة".اتبعت هذه النصيحة وبدأت بالجري 5 أميال 2-3 مرات في الأسبوع لمدة شهر واحد، وذات يوم قررت أن اجري 15 ميلا، وعلى الرغم من أنه استغرق مني أكثر من 4 ساعات إلا أني لم أشعر بالتعب أو الارهاق.
ولكن في الأيام التالية بدأت أشعر بشد وألم في عضلاتي، تمكنت من التغلب على هذه المشكلة بالراحة، وشرب السوائل الغنية بالأملاح المعدنية وتمارين الاسترخاء. رحلتي القادمة إن شاء الله ستكون من منزلي إلى محل العصيرات الطبيعية الذي يبعد 31 ميلا، لازلت أتعرف على هذه الرياضة الجميلة من خلال القراءة، وتجربتي الشخصية، أرجو ا أيضا أن تبحث أنت عن رياضتك المفضلة وتتعلم كيفية ممارستها والاستمتاع بها.