إنّ الحقيقة العارية من كل مبالغة هي أن الأبناء ينتمون لآبائهم في أغلب الأحوال، فما تكاد ترى فتى أو فتاة يتمتعون بصفات مميزة إلا وقد يتبادر لذهنك ذلك السؤال الذي يطرح نفسه سريعًا:
ابن من هذا ؟ مُظْهِرا الإعجاب أو النور، فقد اعتاد الجميع أن ينسب الفضل أو السوء للبيئة أو البيت المنحدر منه الناشئ.
وهذا ماحدث في قصة السيدة مريم عندما قدمت تحمل ابنها بين يديها وهي الفتاة المعروفة بين عشيرتها بالسمعة الطيبة والمنحدرة من أسرة كريمة ، إذ يقول الله تعالى: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا ، يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَ ماكانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)(سورة مريم ، 26 ، 27).
فلماذا هذا التدهور الأخلاقي لابنة يحمل جميع أفراد أسرتها سمات الصلاح والتقوى ؟! على حد تعبيرهم .
من هذا المنعطف يجب أن يأخذ أبناؤنا بعين الاعتبار أي تصرف يقومون به لأنهم لايمثلون أنفسهم فقط بل يمثلون عائلتهم.
وإذا أردنا العودة مجددًا للقرآن الكريم سوف نرى أنّ الاختلاف بين الابن وأبيه يأخذ خطوات أجرأ من التباعد، فقد يختبئ في أحضان أبّ صالح ولدٌ غير صالح ، وقد لا يكون الولد سر أبيه ونبي الله نوح خير شاهد على ذلك، فالقرآن الكريم يصف ابن نبي الله نوح بالعمل غير الصالحِ ، قال الله تعالى في كتابه الكريم:(قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)(سورة هود، آية 46).
والجدير بالذكر هنا أننا نلاحظ في عالم التربية فرق بين السحاب والتراب، وقد تسمع شدو البلابل يخرج من أعشاش النسور ، بل ربما تصادف قلوبا أزهرت في المساجد وحبّاتها في ظلمات البصائر.
وبين هذا وذاك كلّ إنسان ألزمناه طائره ، فإذا انفرط العقد عن ولدٍ غير صالح لايشبه والديه في عملهما الصالح وسلوكهما المحمود، فلا مبرر لتوجيه أصابع الاتهام لهما وما يدرينا كم سنة أفلتت من سنوات عمرهما في التوجيه والإرشاد دون جدوى ؟!
نحنُ نعلم أنّ جذور التربية شديدة المرارة وقد تنتج ثمارًا شهيّة أو ربما تسقط تلك الثمار لأنها فاسدة .
وإذا كان واجب الوالدين تعهّد تلك الثمار برعايتها وسُقْياها وإتمام جميع واجباتها، فإنهما لن يتحملا وزر تلفها الناتج عن عوامل خارجية .
أما تفكير الوالدين في الهروب من مسؤولياتهما فهو عقبة كبرى تواجه الأبناء في جميع شؤون حياتهم، لذلك جاز للشرع المُقدّس فرض النفقة والإقامة على الأب حماية للأبناء وتكفلا بحقوقهم .
من جانب آخر يجب الاهتمام بالأبناء والانتباه لسلوكهم منذ صغرهم وتهذيب بوادر التصرفات العدوانية وغير اللائقة التي تظهر عليهم بشكل مبكر وذلك بتعليمهم الحرف اليدوية وإشراكهم في الأنشطة المنزلية وتقويم المهارات المختلفة لديهم ، الأمر الذي يتطلب منا خلق مزايا متعددة من الصبر ،وإدارة حوار ناجح يخلو من الملل ويضمن لنا سلامتهم مستقبلًا .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 ”حساب المواطن“: عدم التجاوب مع الزيارات الميدانية يؤثر سلباً على أهلية المستقلين للدعم
- 2025-04-30 تشمل قطاعي السياحة والخدمات.. «أمانة الشرقية» توقع عقودًا استثمارية بأكثر من 30 مليون ريال
- 2025-04-30 “الإنذار البرتقالي في الشرقية: رياح نشطة وأتربة مثارة تحد من الرؤية الأفقية”
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
- 2025-04-29 «الداخلية»: عقوبات تصل إلى 100 ألف ريال لمخالفي أنظمة وتعليمات الحج
ليلى الزاهر

كاتبة في صحيفة المنيزلة نيوز
إقرأ المزيد
الولد ليس سرّ أبيه ،ابن نوح مثالًا
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/74504.html