يقول الإمام علي بن أبي طالب مخاطبًا ابنه الإمام الحسن:
(وجدتك بعضي بل وجدتك كلِّي، حتى كأن شيئا لو أصابك أصابني، وحتى كأنَّ الموت لو أتاك أتاني).
يحمل الآباء حبّا تلقائيًا لأبنائهم وهو أمرٌ فطريّ لمن يكون منك ولاتكون أنت منه، لمن هو امتداد لك يحمل اسمك وصفاتك وملامحك ، ولايمكن أن يعبث بقدسية هذا الحب الذي يجب أن يكون متبادلا سوى غياب العقل .
عندما أنجبته كانت تحلم أن تراه رجلا ، تحنو عليه ، تناغيه تتفقد المياه الساخنة والباردة في الأنابيب عندما تُحممه حتى لا يطاله ما يؤذي جسده الرقيق ، لم تعلم أن الأقدار تنسج نهاية مؤلمة لها على يديّ ذلك المولود .
ماذا لو كانت تعلم أن حياتها سوف تنتهي على يديه ؟
ولم يكن والده يعلم أن هذا الابن الذي ضحّى من أجله ، وبذل مافي وسعه ليخرجه ولدا صالحًا بارا بوالديه ستكون نهايته مُشْبعة بالحسرة والألم .
رحمهم الله وأسرتهم الكريمة فقد شدّوا رحالهم جميعًا في شهر هو الأفضل من بين شهور السنة (هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله) ونعم المضيف الله ربّ العالمين !
كان بلاء عظيمًا وابتلاء استوجب ضيافة كريمة من الله عزّ وجل ، خاتمة مؤلمة ولكنها عن رضا من المولى الكريم.
يقول الرسول الكريم :(ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ).
اللهم اجعلهم من أهل الكرامة عندك وأحسن وفادتهم إليك ، فقد أبكوا العالم ونشروا أشرعة الحزن في قلوبنا ،وكفانا الله تعالى شرّ كلّ مُسْكر شيطانيّ يُفكك عقل الإنسان فيخسر الإنسان شيئًا أعظم من الروح لايمكن استرداده .
ويغيب العقل وبغيابه يظهر الخرس وتطغي الوحشية ويموت القلب وتتجسد جميع صور الشقاء ويسقط الإنسان في أوحال الآكام ثمّ لا يُفلت من قبضة الدّمار التي تشلّ حركته ويصبح لا إنسان .
ولكن ثمّة فكر يُرغم الإنسان على المحافظة على نفسه ليمتثل أمرًا سماويا جاء من الله تعالى: (وَلا تُلْقُوابِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ثم (أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
إن بعض المواقف لا تُحسم إلا بالقوة ولايجوز مجاراة القلب في اتخاذ القرار المناسب وإلا سوف يأتي اليوم الذي يشمت فيه العقل على القلب قائلًا:
أما قلت لك ؟! خاصة عندما نعتذر من أنفسنا ونقول : هم أبناء ولكن !
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 “الإنذار البرتقالي في الشرقية: رياح نشطة وأتربة مثارة تحد من الرؤية الأفقية”
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
- 2025-04-29 «الداخلية»: عقوبات تصل إلى 100 ألف ريال لمخالفي أنظمة وتعليمات الحج
- 2025-04-28 جامعة الفيصل تفوز بجائزة التميز في تطوير الكفاءات الصحية
- 2025-04-28 تعديلات على لائحة نظام حماية البيانات الشخصية
ليلى الزاهر

كاتبة في صحيفة المنيزلة نيوز
إقرأ المزيد
أبناء ولكن !
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/76549.html