العلاقة الآمنة في منظور العقلاء : هي العلاقة التي يطفو السلام على سطحها يميزها الهدوء ، تحلو بالعفو والتقدير ، تخلق لأصحابها السكينة والصفاء النفسي ،في جعبتها الكثير من مترادفات السلام مثل :أَمَان ،اطْمِئنان ،تَصَالُح ، مَأْمَن , هُدُوء.
ويحذر جميع الباحثون اجتماعيّا ونفسيّا ودينيّا الاستمرار في علاقة تُصيب صاحبها بالوهن وتصنع فيه الشّعور المركب بالخوف والقلق .
تحمل العلاقات المضطربة بين طياتها ألعابا نفسية تُحرّك الصراع الباطني وتحرم الإنسان من الصفاء النفسي الذي يُعد اللب الأهم لقوة الإنسان الإنتاجية،ومن الألعاب النفسية المنتشرة بين الكثير من الطبقات الاجتماعية نذكر :
1- (لعبة التحقير وتقليل الشأن):
يشبعك نقدًا ، ثم ينتقص من قدراتك وقيمتك الفعليّة فقط كي تشعر دائمًا بأنّ وجوده في حياتك مكسب لك.
2- (لعبة التذاكي والمبالغة في ردود الأفعال):
يخطئ في حقّك مرارًا ويحاول تصغير المشكلة من جانبه ، هو ذكي جدًا بوضع الحق عليك .
أمّا إذا أخطأت أنت في حقّه سوف يجعلك تشعر بتأنيب الضّمير.
3- (لعبة الثقل والتّأخر في الرّد):
يتظاهر صاحبها بأهميته ، بأنّه ذا هيبة ولا يملك الوقت الكافي للردّ عليك ويعتبرك شيئًا ثانويّا في حياته،ليزيد اهتمامك به أكثر وتحرص على بقائه بجانبك.
4- (لعبة الرسائل ذات المعاني المتعددة):
بين طيّات حديثه يظهر الغموض،فحديثه الأجرب يحمل العديد من المعاني ،قد يتركك تفكّر مطوّلا في الرد تبحث عن إجابات تتلاءم وخبثه ربما يصل ليكون محور تفكيرك.
لذلك استلم أنت دفّة القيادة بحديث آخر،وسارع بتهميشه (ثقافتنا تظهر من كلماتنا).
5-(لعبة الغمّيضة):
صاحبها يظهر ويختفي ،تتعوّد عليه لدرجة عدم الاستغناء وتتعلّق به بشدة ثمّ يبدأ يتلاشى من حياتك وإذا واجهته يقلب عليك الطاولة وينسب لك السذاجة.
تعامل صديقتها مثل الملكة وما تلبث أن تغيب طويلًا ثم تحتاج لبطاقة دعوة للحضور .
6-(لعبة الغيرة المُبطّنة):
ينافسك ، يقلد خطواتك، لا يحب مدحك ، يقلل من قيمة ما تقوم به أو ما وصلت إليه من نجاح، معللا بأن الجميع يستطيع الوصول لإنجازك فأمر ذلك سهل للغاية.
على الرغم من ذلك هو يخشى أن يفوته شيء من حياتك مهما كان حجمه .
فإذا رأيت نفسك متورطًا في إحدى هذه الألعاب ، لاتستمر باللعب ولا تعتدْ على تقبلها أتعرف لماذا ؟ لأن الاعتياد شبه تخدير ونفي للإيمان ،فكلّما أوغل المرء في الاعتياد زاد كفرًا بنفسه .
إن اعتياد الألم في أي علاقة جارحة هو الطريق المعوّج بل هو وصفة ساحرة لمن أراد أن يكفر بقدرة نفسه.
وخلاصة الأمر كله في حدس الإنسان الداخلي وإحساسه بمن هم حوله،فالظنون تتلاشى والحقائق متوهجة بيقين في أعماقك، ولايوجد أصدق من نفسك حينما تُحادث نفسك ؛بشرط أن تكون سالكا طريق الخير الداخلي والخارجي .
يقول الحق في كتابه الكريم :
(بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)(سورة القيامة، آية 14).
إنّ الألعاب النفسية تدمر الروابط وتكسر القلوب وقائمتها تطول ، لايستوعب أصحابها معنى الخير وقيمة الإنسان الحقيقية ، بل يستمتعون بنزف القلوب قبل انحدار الدموع ولا يُغتفر صنيعهم بضعفاء النفوس .