ورد عن الإمام علي (ع) : كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو ، وكل صمت ليس فيه فكر فسهو ، وكل نظر ليس فيه اعتبار فلهو )( بحار الأنوار ص ٧٨ ص ٩٢ ) .
نستقي الوعي و الحكمة و البصيرة بالحقائق من خلال تلك الكلمات الإرشادية ، فأحاديثنا و كل كلمة نتفوّه بها لابد أن تمر بتدقيق يتعلّق بالهدف منها و القيمة التي تحملها ، فهناك كلمات لغو لا فائدة منها و الخوض فيها لا يُجنى منه إلا تضييع الأوقات و صرفها في مجرى الهدر ، و هذا ما يوقفنا أمام مبدأ تحمل المسئولية مع كل كلمة ننطق بها تكون محمولة بالفائدة ، و نتوقف عن الكلمة الفارغة التي تشبه الفقاعات المتصاعدة في الهواء و سرعان ما تتلاشى ، و أمام هذه الفهم لأهمية الكلمة و تأثيرها و تحمل العواقب المترتبة عليها ، و بين دكة الإدراك للاتجاهات المحتملة لها بين التأثير الإيجابي و إيجاد الترابط و التفاهم و المودة و الاحترام ، أو الاتجاه السلبي و تحطيم عُرى العلاقات و انكسار النفوس و زرع بذرة الكراهية و الظنون السيئة ، لابد من التفكير مليا قبل النطق بأي كلمة و إدراك دورها التأثيري في إيجاد مساحة لوجودنا و مكانتنا الأسرية و الاجتماعية .
و بالتأكيد فإن قمة الهرم في الأفضلية لأي كلمة تتعلّق بشكر المنعم المتفضل علينا بآلاء لا تُحصى ، فإنه يصنع نفوسنا نحو التوحيد و التحلي بالأخلاق الإلهية و محبة الآخرين و نقاء النفوس من التكبّر و الخيلاء ، كما أن التنعّم بتلك الأوقات في المناجاة و الأذكار و تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته تكسب الفرد نفرة من الكلمات القبيحة و الخوض مع الخائضين في ما مردّه الآثام و الذنوب كالغيبة و هتك أعراض و خصوصيات الآخرين ، فضلا عما تعافه النفس المستضيئة بنور الله تعالى من الأحاديث الفارغة و تضييع الأوقات فيما لا طائلة منه ، فتتقوّى عند الفرد ملكة الحرص على اغتنام الأوقات و تجنّب الهدر فيها ، فإن رأس المال الحقيقي ليس هو تلك الأموال بل هو عمره المكتوب له و كيفية التصرف فيه بالطريقة المثلى ، كما أن من يتذوّق حلاوة جلسات مذاكرة العلم و اكتساب المعارف لن ينزلق إلى مهاوي الجلسات الفارغة و المضيعة للوقت .
و الصمت الذكي يعبّر عن حالة التأمل و التفكير الذاتي فيما يهم من أمر الآخرة و تحسين و تقوية العلاقة بالله تعالى ، فقد يختار العاقل الحريص على وقته الخلود إلى الصمت و ترك الكلام ؛ لأنه لا يرى فائدة مرجوة منه أو هو بغنى عن الدخول في مهاترات أو مداخلات عقيمة ، فكما أن للكلام تأثيره و فائدته و وقته المناسب فكذلك الصمت له مجاله و تأثيره و عوائده ، فالصمت الذكي يشير إلى ترتيب الفرد أوراق أفكاره و أحاديثه و مواقفه و قراراته و خطواته القادمة بعين التدقيق و الاستقراء لمجرياتها المستقبلية ، و كثيرا ما نتلقّى الحكم و المعارف متى ما أحسنّا التركيز و الانتباه لما نسمعه من فم حكيم أو محاضر أو ومضة من قراءة واعية .
و نظر التأمل و التمعّن فيما حولنا من أحداث و تجارب الآخرين و سلوكياتهم تنبيء عن مجموعة من الاتجاهات و الأفكار و القناعات ، و هي تستحق منا الوقوف عندها و أخذ العبرة و الدروس منها ، فبعض المواقف كالورد الفواح نتعطّر منها الإيجابيات و الفضائل و نتعلّم منها ، و إما أن تكون كماء آسن أو طعام متعفّن تعافه النفس و تتجنّب الاقتراب منه فضلا عن الوقوع فيه .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
- 2025-04-29 «الداخلية»: عقوبات تصل إلى 100 ألف ريال لمخالفي أنظمة وتعليمات الحج
- 2025-04-28 جامعة الفيصل تفوز بجائزة التميز في تطوير الكفاءات الصحية
- 2025-04-28 تعديلات على لائحة نظام حماية البيانات الشخصية
- 2025-04-28 “التعليم”: لا “دور ثانٍ” لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي
السيد فاضل علوي آل درويش
نظرة اعتبار
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/108526.html