الحلبة من أشهر الأعشاب التي تُستخدم تقليديًا لزيادة إدرار الحليب عند الأمهات المرضعات، لكن دورها ما زال يصنَّف ضمن العلاجات الشعبية المدعومة ببعض الأدلة العلمية المحدودة.
إضاءة لغوية:
الحلبة Fenugreek، أصلها من اللغة اللاتينية:
• Foenum graecum = تعني “العشب/التبن الإغريقي” أو “اليابس الإغريقي”.
• Foenum = عشب جاف / تبن.
• Graecum = يوناني / إغريقي.
• سُمّيت هكذا لأن الرومان القدماء كانوا يعرفون الحلبة كنبات استُورد من اليونان واستخدم في تغذية الحيوانات وأيضًا كعشب طبي وغذائي.
في اللغات الأخرى
• بالإنجليزية القديمة تحوّلت الكلمة إلى Fenugreek.
• بالفرنسية: fenugrec.
• بالعربية: الحلبة ( محتمل تسميتها من “الحلب” أي استخراج السائل/الحليب، في إشارة لاستخدامها لإدرار الحليب).
الحلبة والرضاعة الطبيعية:
1. الحلبة منشطة لإدرار الحليب (Galactagogue)
• الحلبة تُعتبر من أكثر الأعشاب شيوعًا لزيادة إنتاج الحليب.
ميكانيكية عمل الحلبة:
• تحتوي على مركبات فيتوإستروجينية (phytoestrogens) تشبه عمل الهرمونات الأنثوية، ويُعتقد أنها تحفّز الغدد الثديية على إنتاج المزيد من الحليب.
• بعض الدراسات:
• أظهرت دراسات أن شاي الحلبة أو ماء الحلبة ساعد في زيادة إدرار الحليب عند الأمهات.
• أظهرت إحدى الدراسات، أن الأمهات اللاتي شربن شاي الحلبة ضاعفوا تقريبًا كمية الحليب المسحوب مقارنةً بالمجموعة التي لم تشرب.
• بعض الدراسات الصغيرة أظهرت أن الأمهات اللاتي تناولن كبسولات أو شاي الحلبة لاحظن زيادة في كمية الحليب خلال عدة أيام.
• التأثير يختلف من أم إلى أخرى، فليست كل المرضعات يستفدن منها.
الدليل العلمي:
• النتائج مشجعة لكنها ليست قاطعة.
• بعض الدراسات أثبتت فعالية الحلبة في زيادة الحليب، لكن هناك دراسات أخرى لم تجد فرقًا كبيرًا.
• لذلك يُنصح باستخدامها مكملا مساعدا، وليس بديلًا عن أساسيات نجاح الرضاعة (التعلق الصحيح، عدد الرضعات، الدعم النفسي والغذائي)
2. متى تفيد الحلبة في تعزيز الرضاعة ؟
• تفيد الأمهات اللاتي يعانين من قلة في إدرار الحليب، بعد استبعاد الأسباب الطبية الأخرى (مثل ضعف التعلق
بالرضاعة، قلة عدد الرضعات).
• لذلك، هي مكمل إضافي مع الأساليب الأساسية:
• الرضاعة المتكررة.
• شفط الحليب عند الحاجة.
• التغذية الجيدة وشرب السوائل.
طريقة الاستخدام المعتدلة
- استخدام شاي الحلبة أو نقع الحبوب (ملعقة صغيرة مرتين يوميًا).
- البدء بكمية قليلة لملاحظة التحمل.
- استشارة الطبيب أو أخصائية الرضاعة قبل الاستخدام المنتظم.
السلامة والآثار الجانبية: إضاءات حول بعض الاحتياطات
• تعتبر الحلبة غالبًا آمنة عند تناولها بكميات معتدلة، لكنها قد تسبب انتفاخا أو غازات أو إسهالا لدى الأم كما أن لها رائحة مميزة في العرق أو البول (رائحة تشبه شراب القيقب).
الأطفال الصغار جدًا (الرضّع):
• لا ينصح بإعطائهم الحلبة مباشرة بسبب احتمال حدوث مغص أو إسهال.
• يسبب تناول الأم كميات كبيرة من الحلبة أعراضًا عند الرضيع، مثل:
• إسهال خفيف.
• غازات أو مغص.
• أحيانًا يتغير رائحة بول الطفل أو العرق (يشبه رائحة شراب القيقب/السكر المحروق).
• هذه التأثيرات لا تظهر عند كل الأطفال، وغالبًا تكون مرتبطة بكثرة تناول الحلبة من قِبل الأم.
التوصيات:
• إذا رغبت الأم بتجربة الحلبة لزيادة الحليب:
• تبدأ بكمية صغيرة (كوب واحد يوميًا).
• مراقبة الطفل: إذا ظهر إسهال أو انزعاج ⬅️ التوقف فورا عن تناول الحلبة.
• إذا لم تظهر أعراض، يمكن الاستمرار في تناول الحلبة باعتدال.
الحمل (خصوصًا بجرعات كبيرة أو كمكملات):
• الحلبة قد تحفّز انقباضات الرحم، مما يؤدي قد يسبب إجهاضا أو ولادة مبكرة، لذلك تُمنع على الحوامل إلا بكمية صغيرة جدا في الأكل.
الحساسية:
• الأشخاص الذين لديهم حساسية من البقوليات (فول سوداني، حمص، عدس) قد يظهر لديهم رد فعل تحسسي للحلبة (طفح جلدي، حكة، صعوبة تنفس).
مرضى الضغط المنخفض:
• لأنها توسع الأوعية الدموية، قد تخفض الحلبة ضغط الدم قليلًا لدى بعض الأشخاص الذين ضغط الدم لديهم في حده الطبيعي الأدنى.