الأحساء واحة زراعية تحتوي على أكبر مزارع النخيل في العالم، عشرات الأنواع من التمور ذات الجودة العالية عرفت بها المحافظة منذ آلاف السنين، جودة التربة ووفرة المياه العذبة واهتمام أهالي الأحساء بالنخلة ومعرفتهم بكيفية التعامل معها ساعد في زيادة كمية إنتاج محصول (التمور)، كما أن جودة النخيل في هذه الجنة الصغيرة والواحة الخلابة سبب رئيسي في تسميتها بـ (واحة النخيل)، فالنخلة مصدر دخل قومي لما توفره من تمور تعتبر من أهم المحاصيل الزراعية في مملكتنا الحبية، كما أن النخلة جزء من شعار المملكة العربية السعودية وهو سيفان متقاطعان تعلوهما نخلة نراها في كل ما يخص الدولة ..
تشهد واحة الأحساء هذه الأيام موسم جني التمور (الصرام)، حالة من الاستنفار لدى أصحاب المزارع والمستثمرين، الكل يلهث باحثا عن العمالة المتخصصة في جني التمور، كل يشتكي شح الأيدي العاملة بسبب نظام التصحيح الذي أعاد كثيراً من هذه العمالة إلى أعمالهم الأساسية ومغادرة آخرين إلى بلدانهم، ومع قلة الأيادي العاملة في هذا المجال يضطر المزارع والمستثمر - الذي اعتاد شراء كامل محصول المزرعة على أن يتكفل هو بحصاده - قبول عروض العمالة الوافدة باهظة التكلفة في ظل ابتعاد الشباب السعودي من دخول هذه المنافسة مع الأجنبي مما يقلل من نسبة الأرباح التي بالكاد توفي عمل المزارع طيلة السنة وذلك يرجع للهبوط الحاد في أسعار التمور..
اعتماد نوعية معينة من الكراتين لتعبئة التمور الواردة للسوق، وبيع التمور بكراتينها دون استرداد الكراتين بعد إفراغها للمزارع كما في السابق زاد من معاناة المزارع الذي يسعى لبيع محصوله بقيمة التكلفة فضلا عن طلب الربح مقابل عمله طيلة السنة وعنايته بمزرعته لذا فإن المزارعين والمستثمرين يناشدون أمانة الأحساء بصفتها المشرفة عل مهرجان بيع التمور بتوفير كراتين مجانية لتخفيف العبء عليهم ومشاركة من الأمانة في دعم منتجات التمور في المنطقة..
النخلة جزء من ثقافتنا وحضارتنا القديمة والحديثة وحبها يخالج النفس وقد تغنى بها كثير من الشعراء، النخلة صبغت هذه الصحراء القاحلة بلون الحياة حتى أصبح اسمها واحة الأحساء الخصبة، علاقة أهالي الأحساء على مر العصور بالنخلة تتمثل في حمايتها ودعمها ومكافأة القائمين عليها للحفاظ على موروثنا الشعبي والافتخار به كرمز من رموز العروبة على مر العصور والأزمنة ..