ولزينب نوح لفقد شقيقها
وتقول يابن الزاكيات الركع
اليوم أصبغ في عزاك ملابسي
سودا وأسكب هاطلات الأدمع
السلام عليك يامولاي وعلى الدماء السائلات بين يديك أحسن الله عزائكم أيها الحسينيون والزينبيات في مصابنا في ابن بنت رسول الله الامام الحسين صلوات الله عليه وسلامه بكينا عليك ولطمنا الصدور حباً فيك ومارسنا طقوسنا عشقاً في هواك أيها المؤمنون إن من عرف المقامات الرفعية في مصاب الامام الحسين علم أن مصيبته تخرج من بين الاضلاع لاكباقي المصائب تنزل من الرأس ولله در الشاعرحيث قال :-
أنست رزيتكم رزايانا التي
سلفت وهونت الرزايا الاتيه
وفجائع الايام تبقى مدة
وتزول وهي الى القيامه باقيه
و لكن يوجد سؤال يتردد لما لا نتكلم عن الامام الحسين كما يتكلم أولئك بحرقة وكأن الحسين معني بهم وكأن الحسين يمثلهم ونحن نعيش الجفاف فلاتجد سوى القليل من الاقلام تتحدث عنك فأي غربة تعيشها يامولاي أنظروا إلى مقولة توماس ماساريك معبراً عن سيد الشهداء : على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم .
هذه مقوله مسطرة عبر التاريخ تبنئنا إنه لم تبقى بقعه من البقاع إلا ورثتك حتى من هم ليسوا على دينك أيها المؤمنون هناك حقيقه لاتنكر وهي أن الدماء التي رمى بها الامام الحسين إلى السماء لاتزال بحيث لم تنزل إلى الارض منها قطرة واحدة وهي بذلك تؤكد حقيقتين مهمتين :
الاولى ؛- ذكرت في الزيارة عن الامام صلوات الله عليه قال أن دم الامام الحسين عليه السلام سكن الخلد وأن دمائكم أهل بيته قد سكنت أظلت العرش
الثانية :- أن هذا وعد حقيقي من رب العزة والجلال بإن دم الامام الحسين في أعناقنا نحن وبالخصوص شيعته ومن هم المعنيون بذكره وبالمداومة على مصابه أوليس نقول في دعاء الندبه ونحن نندب ولينا الاعظم صبيحة كل جمعة أين الطالب بدم المقتول بكربلاء
يقال في كتب الفلاسفة العظماء أن الشمس لايغطيها غربال ونحن نثبت هذه الحقيقة لنقول أن الفكر الحسيني الذي انبثق في ارض كربلاء المقدسة يوم عاشوراء جاء ليشمل بقوته ونوره سائر اصقاع الارض ولعلنا لا نقول جديدا اذا قلنا ان انسانية هذا الفكر الحسيني وعظمته واصطفافه هي السبب الاول والأخير في بقائه مشعا ما بقيت الحياة على الارض أيها المؤمنون أكد العلماء والفضلاء ومن لهم الشأن بالامام الحسين على المداومة والمحافظه بل والمنافسه على إبقاء شعيرة البكاء والسواد واللطم والعزاء وإطعام الطعام بل وكل طقس وعرف أقر به علماؤنا أنه يحافظ على إتقاد جذوة النهضة الحسينية المباركة فإذا ماعملنا ذلك فأبشروا .
جدير بالذكر أن نستمع إلى حديث الامام الصادق عليه السلام: رحم الله شيعتنا هم والله شيعتنا المؤمنون فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.
وعن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال إذا كان يوم القيامة جائت فاطمة عليها السلام في لمة من نسائها فيقال لها أدخلي الجنة فتقول لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدى من بعدى: فيقال لها أنظرى في قلب القيامة فتنظر إلى الحسين عليه السلام قائما ليس عليه رأس فتصرخ صرخة فأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخها وتنادى واولداه واثمرة فؤاداه .
اختم الموضوع بحديث السيد عادل العلوي حيث قال إنّ الحقيقة التي لا غبار عليها كما هي من الثوابت الثابتة في محلها أنّ المكتفّل والضامن لذلك هو الثقافةالحسينيّة والدّور الحسينيه والقضيّة الحسينيّة بكلّ عوالمها ومعالمها وشعائرها ومظاهرها التي تستمد روحها ومعنوياتها من قيام الإمام الحسين ومن شهادته وتضحياته فإنّه حلقة الوصل بين ماضي الأنبياء ومستقبل الأولياء الصلحاء بل إنه الرابط بين ختم النبوة وختم الإمامة في كل زمان ومكان
ولكلّ الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يوم الظهور فإنّه كلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء.
التعليقات 3
3 pings
فاضل الدليم
2015-10-30 في 4:12 م[3] رابط التعليق
سلمت يداك.
عيسى العبدالله
2015-10-30 في 7:05 م[3] رابط التعليق
أحسنت وجزيت خيرا
ورحم الله أبويك واسكنه فسيح جناته
زهراء محمد
2015-10-31 في 7:23 م[3] رابط التعليق
احسنت استاذ الحسين نور يجب أن نقتدي به