التقديس مفهوم نشأ وتكون في المجتمعات الإنسانية من خلال الارتباط بالأديان التي لها عمق عقائدي لدى أتباع هذه الأديان وما يتعلق بهذه الأديان من مقدسات ومحرمات وإعطاء قيمة من التقديس لهذه المعتقدات أو الأفكار أو الشخصيات لدى أمه .
ولكل أمه من الأمم السابقة والحاضرة مقدسات تعتقد بها تجلها وتحترمها مرتبطة بالنصوص والمفاهيم والرموز والطقوس .
والمقدس مفهوم ثقافي موجود في كل الثقافات الإنسانية ، وحينما نبحث عن معنى مفردة المقدس فأننا نجدها تعني الرابطة الصادقة والطاهرة مع الله وإخلاص وتفاني في العلاقة مع الله والابتعاد عن الخطايا والمعاصي قال تعالى ( فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ) إذا القداسة اعتبارية مرتبطة بتعظيم الله وإجلاله وكل ما يتعلق بعظمته وقال تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب ) بمعنى أن محور التقديس متعلق بكل مايحيط بتعظيم الله سبحانه وتعالى .
وظاهرة التقديس لها حيز واسع وتصور راسخ في عقلية الأمة الإسلامية ويتفاوت الاعتقاد بالتقديس في عقلية أفراد المجتمع الإسلامي مابين التقديس المطلق الحقيقي والواقعي المرتبط بالله جل وتعالى والتقديس الأعمى المفرط والتقديس الواعي والمعتدل المتعلقة بالرموز الدينية والشخصيات العلمية .
والإشكالية التي يقع فيها كثير من الأفراد أن يتحول التقديس الذي يعني التقدير والحب والأجلال والاحترام إلى حالة من التقديس الصنمي والمفرط وتحول الحب والتقدير إلى تقديس أعمى مبالغ فيه وتكون الرؤية مشوشة سواء كان لعالم أو مفكر أو شخصيه دينيه وتنزيههم من النقص والعيوب بحيث لايرى فيها إلا الصواب في الأفعال والأقوال وإيقاف ادراكات العقل من النظر إلى الأقوال واختيار الأفكار الصحيحة والمنطقية منها وليس الميل العاطفي إلى هذه الشخصية المخضرمة وأخذ أي قول ربما حوى فكر أو رئي خاطئ والأتباع الأعمى على طريقة ثقافة القطيع وقد قال الأمام علي عليه السلام ( لاتنظر إلى من قال وأنظر إلى ما قال ) وفي قول أخر قال عليه السلام ( أعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل رعاية لاعقل رواية فأن رواة العلم كثير ورعاته قليل ) والمعنى أن يعقل الأنسان مايسمع ويتأمله ويقلب معانيه ليبلغ الحقيقة .
ولمعالجة اشكالية الخلط في التقديس فأن الفرد بحاجة إلى أن يتجرد من العواطف العمياء ويضع لنفسه معيار عقلي وضابطه من خلالهم يتم وضع حدود وفارق يميز بين التقديس المعتدل والواعي والتقديس الصنمي والمفرط المتعلق بالشخصيات الدينية والعلمية أو المرموقة والنظر بمقياس متوازن فلا يمكن أن نضع مفكر أو عالم موضع الكمال والتقديس الغير قابل للنقد البناء أو تصحيح الأفكار ، واحترام الشخصية العلمية لايعني أن لايتم التقييم وتقويم ما يمتلك من أطروحات علمية فالنقص والخطأ في الأقوال والأفعال متلازم مع البشر وهذه حقيقه تجري على كل الشخصيات العلمية والمفكرة ، ونحن بحاجة ان نعالج هذا التقديس الذي لايبصر ولا يرى الا الصواب في العالم والشخصية العلمية من خلال التأكيد على ثقافة التقديس المعتدل والواعي الذي يحقق المعيار العقلي المتوازن في النظر الى أقوال رجال العلم واختيار الثقافة والفكر الصحيح .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 النصر يودّع دوري أبطال آسيا للنخبة بعد خسارته أمام كاواساكي
- 2025-04-30 ”حساب المواطن“: عدم التجاوب مع الزيارات الميدانية يؤثر سلباً على أهلية المستقلين للدعم
- 2025-04-30 تشمل قطاعي السياحة والخدمات.. «أمانة الشرقية» توقع عقودًا استثمارية بأكثر من 30 مليون ريال
- 2025-04-30 “الإنذار البرتقالي في الشرقية: رياح نشطة وأتربة مثارة تحد من الرؤية الأفقية”
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
التقديس ومعيار العقل
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/40153.html