سيدي ، ها قد مضت الجُمعة الأولى دون لقائك دون إشراقة نورك دون أي أثر منك..
فهل لنا ميعاد في الجُمعة القادمة ؟ هل لنا أمل يتجدد ؟
فلا تزال أرواحنا تعيش لهفة الإنتظار جُمعة تتلوها جُمعة ها هي الأيام تمضي سريعًا والساعات تنطوي ونحن على عتبات الانتظار نمكث طويلًا نُدبة تتلوها نُدبة، وصرخة تتلوها صرخة لعلّ جُمعة الموعد تأتي قريبًا وتكتسي الأرض حلتها البيضاء وتتزين صباحاتنا بنور مُحياك.
يا أبا صالح ، حنانًا منك تلطف بالقلوب الوالهة تحنن عليها، اهطل عليها غيث أمانك فلم تزل أرواحنا مُعلقة بأطراف ثيابك قد مسها الضر وأعياها الشوق..
أيُها الغائب عنا ، قلوبنا تائهة أتعبها ضباب الغفلة ، وحُجبت عنها أنوار الرحمة ، فتصدق عليها بعنايتك وأنر عتمتها بنور قلبك الروحي لِتصعد البُراق الملكوتي ، حيث العشق المقدس والوصال الحقيقي ، فقد أثقلت أرواحنا وأصاب أيامنا الخريف وأنت ملاذنا الوحيد..
سيدي ، أيُّ صوت أزفه إليك لتسمعني؟
وأيُّ رجاءً أتوسل به إليك لِـتستجيب لي؟
فقد أرهقني الحنين إليك وأذاب قلبي طول غيابك ..
فمتى تشرق شمسك وتُنير عتمة الأيام بنورك ؟