تقع مدينة سامراء في العراق في شمال مدينة بغداد اسمها يُرجع حسب بعض المصادر إلى الاسم الأصلي سُر من رأى. ولكن أصل الاسم غير متفق عليه بنى مدينة سامراء المعتصم العباسي خلال مدة حكمه التي استغرقت ما يقارب التسع سنوات و انتهى من ذلك تقريباً سنة 833 للميلاد. وبعد بنائها صارت عاصمة الحكم العباسي
بغض النظر عن ذلك فإن سامراء تعد من أقدم الأماكن التي سكنها الإنسان. أما اليوم فيعار لها الأهمية الأكبر ما فيها من مقامات مقدسة ففي سامراء يوجد مرقد الإمامين علي الهادي و الحسن العسكري عليهما السلام. كما أنه في سامراء يوجد مقام الغيبة .
وفي سامراء يوجد أيضاً المسجد الجامع الذي بناه المتوكل العباسي والذي يمتاز بمأذنتها لملوية والذي كان حينها أكبر المساجد على الأرض.
ولد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام في الثامن من الربيع الآخر سنة ٢٣٢ ه على القول المشهور في ولادته عليهالسلام وذلك في آخر ملك الواثق بالله بن المعتصم ( ٢٢٧ ـ ١٣٢ ه ) وقد استغرقت حياة إمامنا العسكري عليهالسلام منذ الأيام الأخيرة من حكم الواثق ، ثم تمام حكم المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي مع أربع سنين من حكم المعتمد ، الى أن استشهد إمامنا عليهالسلام يوم الجمعة الثامن من ربيع الأول سنة ٢٦٠ ه ، على القول المشهور في وفاته عليه السلام بالسم الذي دسّه له الحاكم العباسي المعتمد .
ولكن تراتيل الحب والولاء تستقي معين أحرفها من رؤية العتبة المقدسة للإمام سلام الله عليه بعد استشهاده حيث تمثل العتبة العسكرية المقدسة مهبط السكينة والايمان في ذلك البناء الشامخ الذي بُني على أطلال الدار التي تعود لثلاثة من أئمة أهل البيت عليه السلام وقد سكنها اثنين منهم مدة من الزمن طويلة نسبياً بالقياس لأعمارهم الشريفة، وهما الإمام علي بن محمد الهادي وولده الإمام الحسن بن علي العسكري، وقد ولد فيها ولده الإمام المهدي وهو الخليفة الشرعي الثاني عشر للنبي صلى الله عليه وآله وخاتم الوصيين صلوات الله عليهم أجمعين.
بعد استدعاء الإمام أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي عليه السلام من المدينة المنورة إلى سامراء سنة ( 243 ه / 857 م ) من قبل المتوكل العباسي، وسكنه فيها فقد أبلغ عليه السلام أنه غير مغادرها بعد يومه هذا، إذ ذكر أبو علي في أماليه: عن والده الشيخ الطوسي، عن أبي محمد الفحام، عن المنصوري محمد بن أحمد الهاشمي، عن عم أبيه عيسى بن أحمد بن عيسى قال: قال يوما الإمام علي بن محمد عليهما السلام: " يا أبا موسى، أخرجت إلى سر من رأى كرها، ولو أخرجت عنها أخرجت كرها " قال : قلت : ولم يا سيدي ؟ قال : " لطيب هوائها ، وعذوبة مائها ، وقلة دائها "
اشترى الإمام الهادي عليه السلام له دارا، حين قدومه لسامراء من نصراني يقال له دليل بن يعقوب فسكنها الإمام مع أهله وعياله الذين جاء بهم من المدينة المنورة معه، دون أن يعلم الناس في ذلك الزمن إن هذا الحدث سيغير تأريخ سامراء ويشكل انعطافة حاسمة حتى في بقاءها كمدينة تسكن من قبل الناس من عدمه، فأصبحت هذه الدار فيما بعد مركز سامراء حين تحولت إلى أقدس موضع فيها
[caption id="" align="alignleft" width="380"] ازاحة السصتار عن المرقد الشريف بعد تجديده [/caption]
[caption id="" align="alignleft" width="404"] تفجير المرقد والقبة الشريفة عام 2006 مـ [/caption]
ولما توفي الإمام أبو الحسن علي بن محمد الهادي عليه السلام دفن في صحن داره هذه أو في حجرة من حجراتها فكان عمره يوم وفاته 42 سنة، وعمر ولده الحسن يوم وفاة أبيه 22 سنة، باعتبار أنه وُلد صلوات الله عليه سنة 232 هـ، وخرج مع أبيه لسامراء وعمره حينئذ 4 سنوات وأشهر، فبعد هذه التواريخ كلها يكون سكن الإمام الهادي عليه السلام في تلك الدار 18 سنة، وفي 8 شهر ربيع الأول سنة ( 260 ه / 873 م ) توفي الإمام الحسن العسكري عليه السلام وكان قد سمّه الحاكم العباسي المعتمد فدفن إلى جوار والده الإمام الهادي في نفس الدار طبعاً، وكان قد سكن عليه السلام فيها مدّة 23 سنة وبضعة أشهر، ويمكن أن نعتبر عمليتي الدفن هاتين نواة لتكون العتبة العسكرية المقدسة باعتبار أن الدار أصبحت فيما بعد مزاراً قبل أن تهدم وتتحول إلى مسجد تحيطه الأروقة والصحن ثم السور
وفي 23 محرم لعام 1426 هـ قامت جماعة التكفير و الإرهاب بإقتحام حرم الإمامين العسكريين بسامراء بعد أن قيدوا شرطة حماية المرقد المكونين من خمسة أفراد فقط ثم زرعوا عبوتين ناسفتين تحت القبة المباركة وقاموا بتفجيرها.
هذا و قد وقع الهجوم عند الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي للمدينة المقدسة . وقد تضرر جزء كبير من الضريح الحاوي على جسد الإمامين علي الهادي و الحسن العسكري كما وقد انهار جزء كبير من القبة المغطاة بالذهب جراء تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما. هذا و قد لاذ المرتكبون بالفرار. وقد من الله تعالى على المرقد الشريف وبعد ثلاث سنوات من تفجيرة بإعادة اعمار القبتين من جديد وكل ما تحطم أو تضرر جراء ذلك الهجوم الغاشم
ويوجد في سامراء سرداب أثري في العتبة العسكرية المقدسة من جهتها الغربية، يدعى بسرداب الغيبة، وقد حاك أعداء الشيعة الأساطير عن هذا السرداب ونسبوا إلى الشيعة أنّهم يقولون إنّ الإمام المهدي قد غاب فيه وأنّه سيخرج منه، وكل هذا زوراً وبهتانا، فلا يعتقد الشيعة إلاّ أنّه سرداب دار الأئمّة، الذين عاشوا فيه وولد آخرهم في هذا الدار.
وإن وجود هذا السرداب في دارهم هذه أمر طبيعي، لأنها في العراق، وكل دوره في السهل الرسوبي - عدا المناطق الشمالية منه – تحتوي سرداباً يأوي إليه أهل الدار في أشهر الحر التي تتميز بها اغلب أشهر السنة في العراق.
وفي مثل هذه الليلة حيث يحيي المسلمين الشيعة ذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام يتوجه الآلاف منهم الى زيارة مدينة سامراء والتبرك بالمرقد الشريف والتوسل الى الله تعالى بصاحبه الامام العسكري عليه السلام ان يشفع لهم ويقضي بحقه حاجاتهم .
نرفع اسمى آيات العزاء الى الامام الخاتم بالامامة ابنه الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف عظم الله لكم الاجر جميعا
التعليقات 3
3 pings
ناصر الأحمد
2014-12-31 في 8:03 ص[3] رابط التعليق
عظم الله أجوركم بذكرى إستشهاد الإمام العسكري عليه السلام
طاهر ابراهيم الدليم
2014-12-31 في 4:35 م[3] رابط التعليق
مأجورين الله يفقكم لكل خير في ميزان حسناتكم انشاء الله
طاهر ابراهيم الدليم
2014-12-31 في 4:41 م[3] رابط التعليق
مأجورين الله يفقكم لكل خير