فضول المعرفة يسوقك لاكتشاف أحدث المُنتجات الفكرية على الساحة الثقافية ، وهذه النزعة المعرفية لديك تدفعك لتتبع خطوات أصدقائك المحبين للقراءة فتسأل هذا عن آخر كتاب اقتناه ، وتسأل آخر عن مجريات سوق الكتاب !
وقد تجد الفضول المعرفي يجبر ساقيك على الهرولة نحو المكتبات فتعيش الديناميكية المطلقة التي تصاحب عقلك في مختلف الأزمنة .
إنني مؤمنة بأن التّسول المعرفي أرقى أنواع التسول ، يُضيف للإنسان أرقى الفنون ويكشف له كل الطرق المُعْتِمة ؛ لذلك تبهجني مطالعة أمهات الكتب التي تزخر بها بطون المكتبة العربية ، أُقلب صفحاتها ، فأقرأ حَذَاقَة المعاني ، وفنون الكلام في زمن لم أعشه ، أعشق أسلوبهم في ردم هوة القرون التي تفصلني عنهم ، فما أنا بين يدي الجاحظ سوى عاشقة لبخلائه ، وكيف يمكن أن يتجاهل أدباء عصرنا إبداعات المتنبي وأنا أسمع صوته يرتجز المنظوم فوق بلاط القصور ؟!
وبنظرة تاريخية لمختلف أزمنة العصور الإنسانية نلمح إرثَ الكتاب ، و تعاقب ظهوره بين أيدي الكثير من الباحثين يستعينون به في دراسة بحثية أو نقدية ؛ لذلك أنا وأنت عندما نلمح كتابا ذُيل باسمي أو اسمك فقد جاء ذلك بعد صراع طويل مع أقوى الحروف ومبارزة خرجت بإرثٍ لن يموت أبدا .
سوف تقرأ الأجيال القادمة ثرواتك الحرفية ، وتضعها تحت مجهر النقد ، ولن يموت جسدك الإنساني مادام محصولك الفكري متداولا بين أرفف الكتب .
ماعليك إلا أن تُدلل حروفك وتجمعها في كتاب يضمّ نظرياتك وآراءك، بعد فحصها مرارًا وتكرارًا ؛ لأنها سوف تأخذ طريق الخلود إن رحلتَ ، وسوف تكون مُضيئة إن خبا نورك ، ضع في اعتبارك أنه ليس بالأهمية بمكان أن تحظى بالقبول عند الجميع لكن يكفيك فخرًا أنها أبصرت النّور بعد أن كانت حبيسة ملفاتك الخاصة .
وإذا كان من الحقائق التي لاجدال فيها مقت القارئ ونفوره من التكرار والرتابة المملة المطروحة في بطون بعض الكتب ، فإن صناعة الكتاب المميز تُعدُّ أمانة في أعناق أهلها .
وقد يكون تكرار المحاولة هاجسًا يرافق البعض ؛ لأن جماله الداخلي اتّفق مع كلماته الراقية مما دفع الناس لارتشاف مؤلفاته بحب استثنائي أو حب نادر .
سألتقيك يومًا ، وأسجّل شهادة بحقك ، أُلهمكُ نحو المزيد عندما أقول لك :
يعجبني كتابك كثيرا ، لجمال أفكاره ، وسمو مقاصدك ، ولن أنسى أن أصحبه في سهرة ممتعة تحت ضوء القمر ، فأحاوره وأقول له :
مرّ زمنٌ طويلٌ ، ولم أقتلْ الوقتَ مع كتابٍ تجرفني أوراقه حتى بزوغ الفجرِ ، نقتاتُ الحرفَ ، يشعرني بأنني مازلت على قيد الإعجاب بالكلمةِ .
وأنا عاشقة بين يديه يروي لي النوادر ويُسرّني متباهيا :
مازال هناك حرف من طراز المتنبي والجاحظ !
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-06-17 “استشاري يحذر: التقدّم في العمر ليس مجرد أرقام.. نمط حياتك يحدد جودة شيخوختك”
- 2025-06-17 10 يوليو.. إغلاق التسجيل في خدمة النقل المدرسي للعام المقبل
- 2025-06-17 المركز الوطني للأرصاد يصدر تنبيهاً بموجة حر في #الأحساء تصل إلى 48 درجة مئوية
- 2025-06-16 بيان عربي إسلامي مشترك يدين التصعيد الإسرائيلي ضد إيران ويدعو للحلول الدبلوماسية
- 2025-06-16 لحملة الدبلوم فأعلى.. تفاصيل الوظائف الهندسية والفنية بجامعة الملك سعود
- 2025-06-16 «المرور»: 4 أخطار لخلل إطارات المركبات
- 2025-06-16 إنجاز بيئي.. زراعة 31 مليون شجرة في الشرقية
- 2025-06-16 الأخضر السعودي يستهل مشواره في الكأس الذهبية بفوز ثمين على هايتي
- 2025-06-16 استمرار الأجواء شديدة الحر على المنطقة الشرقية وأخرى من البلاد
- 2025-06-15 الرميلة تفجع بفقد أربعة من أبنائها في حادث مروري مروع على طريق الجبيل
ليلى الزاهر

كاتبة في صحيفة المنيزلة نيوز
إقرأ المزيد
مُتسولٌ بين أرفف الكتب
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/62465.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليق إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 1
1 pings
سهام البوشاجع
2021-05-04 في 1:29 م[3] رابط التعليق
رائع وجميل بورك ما كتبتِ