في معترك الحياة التي نعيشها تتجلى لنا صور كثيرة لقصص من هنا وهناك تحكي عن طموحات وآمال، منها ما تحقق ومنها من لا يزال في طور الحلم، ولكن أصحابها ما زالوا يشقون الطرق الوعرة ويحفرون الصخور الصلدة لتحقيق هذه الطموحات والآمال أو النهوض بها إلى أعلى الطموحات.
أم عبد الإله العاشور تروي لنا قصتها، حيث تقول:
كنت طالبة مجتهدة ومتفوقة دراسياً، ولكن علاقاتي الاجتماعية ضعيفة، فاختلاطي بمن حولي بسيط للغاية، ومن خلال أجواء الدراسة فقط، وسرعان ما غبت عن ذلك العالم الدراسي، حيث انتهى عهدي به مع بداية عهدي بالأمومة .
أنجبت أول اطفالي وأنا في عامي الخامس عشر، وبعدها وبدون تخطيط أصبحت أماً لبنين وبنات، شغلني الاهتمام بهم عن كثير من الأمور ولكن أمر واحد لا يغيب عني، وهو أن تكون لي بصمة في هذه الحياة تبقى وإن غبت.
لذلك جالت يداي في عدة مهن امتهنتها كالخياطة والحناء والماكياج وحتى عمل الخبز الشعبي!
وكلها مهن حرصت كثيراً أن تكون داخل مملكتي وبين أفراد أسرتي، لم يكن احتياجاً مادياً، بقدر كونه احتياجاً نفسياً لإثبات وجودي داخل مجتمعي، وبين تلك المحطات المهنيه كانت لي وقفة مع التصوير، استهوته نفسي وتاقت يداي لأن تضع توقيعاً خاصاً بي في عالمه.
ومن هنا بدأ المشوار، وكانت العقبات تتوالى واحدة بعد الأخرى إلا أنها تغلبت على معظمها بالدعاء المستمر والإصرار الكبير في احتراف هذا الطريق.
وأول العقبات كما تروي العاشور كانت مادية في تأمين مستلزمات الاستيديو، وبعدها جاءت العقبات المعرفية والتي خاضت لأجلها الكثير من الدورات التدريبية، التي لم تحقق طموحها في المعرفة التامة لهذا العالم الجديد إذ أنها وجدت حاجز كلمة ( سر المهنة ) يتكرر أمامها مع كل خطوة تخطوها.
إصرارها الكبير على المعرفة في عالم التصوير وفك شفرة كلمة ( سر المهنة ) قادها للتعلم الذاتي، عبر دورات من الانترنت خاضتها بالكثير من التجارب والإخفاقات إلا انها كانت هي المعلم الأكثر مصداقية لها في تعلم الكثير من أسرار التصوير الضوئي، إلى أن منّ الله عليها وأنشأت استيديو مصغر داخل منزلها، استطاعت بفضل من الله أن يلمع صيته بين أقرانها وأصبح لأسمها تواجداً واسعاً في عالم المصورات.
ثم عمدت إلى إنشاء مجموعة أسمتها ( لقاء المعرفة ) تضم مجموعة من المصورات بمختلف الأعمار المهنية، وكان الهدف منه هو إقامة ملتقى شهري لإعطاء دروس مجانية تجيب على أسئلة المبتدئات ، وتأخذ بأيديهن قدماً، وكذلك تبادل الخبرات بين المصورات، ثم قامت باعطاء دورات عاهدت نفسها أن تتعرف فيها على كلمة ( سر المهنة ) وتوضح كل مفاتيح التصوير وعالمه لكل من التحق بتلك الدورات وهذا ما شهدت به الكثيرات ممن تخرجن على يدها، كانت لها تجربة أخرى أيضا في الكتابة الأدبية اكتسبتها من الدور الحسينية العبادية بالتقائها بالكثير من الخطيبات والمفوهات، أخذت من خلالهن دروساً عميقة في الخطابة والكتابة الى أن أصبح لها عالم آخر تتنفس من خلاله في وسائل التواصل الإجتماعي، وتكتب عما يجول في خاطرها من همسات نالت استحسان القارئ لها.
تقول ( أم عبدالاله ) تعلمت الكثير من هذه الحياة، بعضها كانت دروسا سهلة والبعض الاخر كانت بمنتهى القسوة حتى انها استوطنت ذاكرتي وكثيرا ما يعاود نتاجها الظهور كلما سنحت له الفرصه .
وحتى هذه اللحظة أنا لازلت طالبة أتعلم من مدرسة الحياة.
التعليقات 1
1 pings
سهام محمد السكران
2015-05-16 في 3:08 م[3] رابط التعليق
ماشاء الله عليك اختي ام عبدالاله روعه
بالتوفيق لك ياقلبي