سأل أحد المستمعين شيخ الحلقة عن سر إحسان النبي يوسف عليه السلام وهو من صغره لم ير من الحياة إلا وجهها القاسي ،فكيف ظل محسنًا في كل هذه الظروف الصعبة؟
فقال في نهاية القصة: يوجد السر في قوله "وقد أحسن بي" هو لم يرَ في كل هذه الابتلاءات إلا إحسان الله معه ولطفه به.
لم يتسائل لما دخلت السجن وأنا مظلوم، بل قال "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن" ولم يتسائل لماذا يفعل بي إخوتي هذا، بل قال "وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي" وحتى في فتنته مع امرأة العزيز كان ما ثبته هو تذكر الإحسان إليه "قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي" في كل ابتلاء يقع عليه لا يرى إلا أفعال الله المحسنة إليه ، قلب كهذا، يرى لطف الله به في كل تفاصيل حياته، يرى ويستشعر كرم الله وفضله واحسانه إليه في قلب كل محنة يمر بها، من الطبيعي أن يكون قلبًا شاكرًا ممتلئًا بالنور ويفيض به لمَن حوله ،فإذا كان الله أحسن إليه فكيف لا يكون هو عبدًا محسنًا ، وكلنا غارقون في إحسان الله إلينا ، فلك الحمد والشكر يا الله.
ومن أعظمِ ما يوجب التحلي بخلق الإحسان إلى الناسِ أن يذكرَ الإنسان دوماً أنه إنّما يعيش في ظل إحسان الله إليهِ.
ولقد جعل الله عز وجل أبواباً ليكون الإنسان محلّا لمحبته ونيل الدرجة الرفيعة لديه،ومن أهم هذه الأبواب، الإحسان إلى الناسِ كخلق يتزيّن به الإنسان وهو من أروع الأخلاق الإنسانية التي ركز عليها الإسلام وتظافرت عليه النصوص القرانية فقال الله تعالى: ﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾، ﴿إن الله مع المحسنين﴾، ﴿إن رحمة الله قريب من المحسنين﴾ ،﴿وبشّر المحسنين﴾.