جميع الخيارات مفتوحة تحت الاسم المستعار , ومع ثورة الأتصال ومواقع التواصل الاجتماعي أصبح الوضع مختلف تماماً,فالبعض يتخذ منه مساحة من الحرية والتعبير والبعض يراها مساحة من العبث والمشاكسة والبعض يراها قفز على العادات والتقاليد.
عندما يتخذ الرجل علاقة عابرة مع إحدى النساء في الفيسبوك وتويتر والتانغو وغيرها في الغاية غالباً تتخذ منحى المصحلة الوقتية فهو يرى من الأفضل استخدام الاسم المستعار وليس الحقيقي حتى يفتح له مجال للحرية والتحرك ,بالتالي يجب الحرص مع تلك العلاقات التى يكتنفها الغموض.
أما الحديث عن الجنس الناعم فغالباً يهربن وراء الأسماء المستعارة بحكم العادات والتقاليد التى ترفض إقامة علاقة مباشرة مع الرجل فتكون العلاقة عبر التواصل الإلكتروني ويعتبر هذا طبيعي جداً في مجتمع محافظ إذا كانت العلاقة بشكل ودي ويغلب عليه الجانب العلمي والثقافي .
اختيار الاسم المستعار هو ثقافة تمثل صاحبها فمتى ما أحسن الفرد في المعنى كانت الغاية أسمى , ومن الأسماء التى تدعو للتحرش ولربما وضعت هذا الاسم بحسن نية ولكن ماذا تفعل إذا كان المجتمع مريضاً ويرى صوت المرأة في كل الأحوال عورة , فاقدة حنان , وحناني غير , ودلالي غير وما شابه من تلك الأسماء التى تعطي ضوء أخضر للأخر.
يرى البعض اختيار الاسم المستعار مساحة من الحرية الفكرية ويعزو ذلك إلى مناقشة قضايا يرفض المجتمع تداولها والنقاش فيها وغالباً مايتعلق بالشأن الديني والسياسي .
الوضوح والشفافية مطلوبة لكسب ثقة المجتمع ولن يتفاعل وراء الأسماء المجهولة نعم يتأثر لفترة وجيزة ولكن مع الوقت يريد الحقيقة وراء هذا الاختباء المر, الذي طال انتظاره
يبرر البعض ومنهم الكاتبة سمر الأسد أن الحاجة تقتضي ذلك وتقول نحتاج للأقنعة المستعارة لحاجتنا لبعض الشفافية وبطبيعة الحال المجتمع الشرقي يفرض علينا عادات وتقاليد لم ينزل الله بها من سلطان ولا تقرها سنة نبوية,ونحاول الهروب منها بوضع قناع للبوح ببعض ما يجول بداخلنا دون سماع عتب ولوم .
يضيع جهد كبير وجبار للمثقف أو لرجل الدين الذي يختبئ وراء تلك المسميات العابرة وقد نعذره ولكن إلى متى , الثقة بالنفس أحد مقومات الشخصية الناجحة , يبقى الأقوى والأبرز أولئك الذين يظهرون للعلن لتقديم مشروعهم للمجتمع بكل وضوح وهدف نبيل .
كلام جميل جداً قالته الكاتبة أبتسام إبراهيم فهي تشبه الأسماء المستعارة بالأقنعة التى يستعملها الممثلون الأوربيون في القرون الوسطى وهي الان لا تتناسب مع حجم التطور التقني والتكنولوجي بل تعكس حالة من القلق النفسي واضطراب الشخصية خصوصاً للرجل إما النساء فغالباً ماتكون حلا لمساحة معينة وهروباً من الكبت والرقابة الأسرية .
المشكلة الحقيقية تكمن وراء الأسماء المستعارة والتى سخرت وقتها بالكامل للعبث والتشويه اتجاه من اختلفت معهم في رؤية أومشروع أوهدف .فتراهم يغردون في تويتر بأسماء وهمية مسروقة, الغاية من ذلك مساحة من العبث.