كما أن الأجساد تحتاج إلى طهارة حسّية من النجاسة والأوساخ، فإنّ القلوب أيضًا تحتاج إلى طهارة معنوية من الحقد، والحسد، والكراهية، وسوء الظن، وسائر الأمراض الأخلاقية التي تفسد على الإنسان دينه وراحته وكرامته.
القلب النقي هو مرآة النفس الصافية، ومصدر الطمأنينة، وجسرٌ حقيقي يربط الإنسان بالله والناس.
وقد ورد في الحديث: "إنّ الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم"، مما يدل على أن صفاء القلب أهم من المظهر الخارجي.
ما هي نجاسة القلب؟
نجاسة القلب ليست مادية، لكنها أخطر من النجاسة الحسية؛ لأنها تتعلق بالنية، والسلوك، والعلاقة مع الآخرين.
ومن أخطر هذه النجاسات:
- الحسد: أن تتمنى زوال النعمة عن غيرك.
- الحقد: أن تحتفظ في قلبك بالغضب والكراهية.
- الكبر: أن ترى نفسك أفضل من غيرك.
- الرياء: أن تعمل لأجل مدح الناس لا لوجه الله.
كيف نطهر قلوبنا؟
كما يُطهَّر الجسد بالماء، فإن القلب يُطهَّر بالإرادة الصادقة، والمجاهدة النفسية، والعزم على الإصلاح.
النية هي المفتاح، والصدق مع النفس هو الباب الذي تُفتح من خلاله أبواب الطهارة.
وقد قال الإمام علي (ع):
"طهِّر قلبك من الحقد قبل أن تملأه بالحِكم."
ومن وسائل تطهير القلب:
- محاسبة النفس يوميًا.
- التسامح مع الآخرين.
- ترك الشكوى الدائمة، وتقبّل أقدار الله.
- الدعاء وطلب العون من الله في تهذيب النفس.
الخلاصة
طهارة القلب ليست اختيارًا جانبيًا، بل هي ضرورة إنسانية ودينية، وهي أساس التعامل الراقي مع الناس، وأساس القرب من الله.
فما أجمل أن نكون أنقياء في زمن تلوثت فيه القلوب، وأن نحمل في داخلنا نور المحبة، بدلًا من ظلام الحسد والحقد،الحقد أو أحمد على من عنده علم أعلى من علمي،وأحسن وأحقد على من يملك أو تملك صرنا ومعرفة بالقراءة الحسينية،
قال الرسول الأكرم محمد(صلى):
(حب لأخيك المؤمن ماتحب
لنفسك) والمؤمن على إذا لم يحب الخير للغير بهذه الدرجة فعلى الأقل لا يغتاظ عندما يرى أويسمع أن هذا الشخص حصل له خير،
فالمفترض أن نفتش في قلوبنا جميعا عن الأحقاد،
ونحاول أن نظرها من هذا الكلب الشرس الذي يمحق كل شيئ حسن فينا،ولنرى هل هذا الإنسان الذي أحقد عليه يطيع الله وأهل بيته الرحمة لكنه يعطيني أويخالفني أو يؤذيني في شيئخارج عن إطارهذه الطاعة،إذا كان كذلك فنظرتنا ليست بمنظار أهل بيت الرحمة،وقلوبنا بعيدة عنهم،
لوكانت قلوبنا مليئة بحب الله ما أبغضنا إلا لله،فأهل بيت الرحمة قد يلفت انتباهم هذا الشخص المؤمن ويدعون له أكثر من دعائهم للمتهجدين،منظار أهل البيت
منظار شفقة ورحمة للعاصين،أما إذا كنت أحمد عليه لصفة يحبه الله فلا طريق لذلك إلا أن أضغط على نفسي أشد الضغط حتى أنظفها من هذا السرطان النفسي،وينفع هنا أن يتلو من يهم بالحقد قوله تعالى:
(ونزعنا ما في صدورهم من غل)ثلاث مرات ،ثم يختمها بقوله:
(إخوانا على سرر متقابلين)
وعندما يكون الكره ظاهرة في المجتمع يمارس الأكثرية،فهنا تكون المشكلة ليست فردية والتطهير المطلوب هو للمجتمع ككل،
وللأسف أحقادنا معظمها على أمور بعيدة عن الإسلام،
التعليقات 1
1 pings
أم علدالله
2025-10-04 في 8:56 ص[3] رابط التعليق
موضوع اخطبة الجمعة رااائعة .. بالفعل هذا المرض تفشى في مجتمعاتنا ونحتاج إلى توعيه جمعيه ولا أفضل من تجمع المسلمين لصلاة الجمعة ومخاطبة قلوبهم وعقولهم بهذه الكلمات الخفيفة في السياق التقيلة في المعنى بارك الله قلمك المميز