ينبغي للمجتمع أن يأخذ الحيطة والحذر من أن تنتشر ثقافة اليأس والقنوط في جيل الشباب، لأن الشباب بطبيعته يعيش الأمل والتطلع والطموح.
وإشعاره بالإحباط يجعل الأبواب مغلقة أمامه، ويجعل الواقع يبدو مظلمًا، والطريق مقطوعًا.
وقسم كبير من المشاكل التي تواجه الشباب اليوم، إنما هي نتيجة لحالة الإحباط الداخلي، والشعور بانعدام الفرص، واللاجدوى من المحاولات.
علينا أن نتحمّل مسؤولية، نشر الأمل للناس، والتأكيد على أن الفرص لا تزال موجودة، وأن الأزمات يمكن تجاوزها، وأن الحياة لا تتوقف عند فشلٍ أو مرضٍ أو إخفاقٍ عابر.
فحين نرى إنسانًا يواجه تحديًا كبيرًا في هذه الحياة، أو يمر بمرضٍ عصيب، أو واقعٍ قاسٍ، يتوجب علينا أن نرفده بالأمل، لا أن نزيد عليه الألم.
لأن القنوط يهلك الإنسان، ويقتله نفسيًا قبل أن يمسه شيء خارجي.
يقول الإمام علي (عليه السلام): "قتل القنوط صاحبه".
وعلى العكس من ذلك، فإن الأمل يصنع النجاح، ويشحن النفس بالطاقة، ويمنح الإنسان دافعية للمحاولة والسعي والعمل.
يقول الإمام علي (عليه السلام): "تفاءل بالخير تنجح".
وهذا ليس مجرد تفاؤل عاطفي، بل هو منهج عملي، يعني الدافعية نحو العمل، وعدم الاستسلام للظروف أو التحديات.
علينا أن نربي أبناءنا على الأمل، وأن نزرع فيهم الثقة بأن ،الله كريم، والرزق واسع، والحياة مليئة بالفرص لمن يسعى.
فمن كانت بدايته صعبة، قد تكون نهايته مشرقة، ومن عاش ألمًا في مرحلة، قد يجني أملًا في مراحل أخرى.
نشر الأمل مسؤولية تربوية واجتماعية ودينية، ولا بد أن نكون جميعًا جزءًا منها، بالكلمة والموقف والدعم والنصيحة
✍️ بقلم: صالح مكي المرهون (أبو منتظر)