الجزء الثالث والأخير
? حالة تلازم وتوافق بين الأشهر العبادية باستحباب الصيام الذي تؤكده الروايات المتوالية والمستفيضة في عظم ثواب الصيام في هذه الأشهر العظيمة ، وهذا إن دل أنما يدل ما للصيام في هذه الأشهر العظيمة من أثر عظيم وتحفيز البناء الإيماني والروحي في شخصية المؤمن .
? أكدت الروايات المستفيضة والكثيرة عن النبي (ص) وأهل بيته(ع) في ترغيب المؤمنين بصيام يوم من الأشهر العبادية وأكثر ما هو إلا دليل ما لهذه الأشهر من قدر ومنزلة وفضل عند الله ، لأنها فرص استثنائية لتغيير المسار الحياتي بمرمته .
? يتوجب على المؤمن إلا يفوت الفرصة من أجل التعرض لفيوضات وثواب الصيام في الأشهر العبادية العظيمة ، حتى لو اقتصرت على يوم واحد ، وهذا ما أكدته الروايات عن الأئمة الأطهار.
? إن حالة من التنوع العبادي والروحي الذي يختزله البرنامج العابدي في الأشهر العبادية كصيام ودعاء ومناجاة وغسل وصلاة ، يعطي المؤمنون خيارات متعددة بحيث يستطيعون الانصهار والتفاعل مع مختلف أنواع العبادة التي تتناسب ميولهم وقدراتهم ، سواء كانت أعمالاً عامةً، أو خاصةً ببعض الأيام أو الليالي.
? إن أغلب الأعمال في الأشهر العبادية تشتمل على فنون من العبادة والمناجات ، وليست مقتصرة على فنّ واحد ، مما يشير إلى مجموعة من الحوافز والخيارات التي منحها الله لعباده المؤمنين لكي يتزودوا بالرصيد الكافي من العبادات المتنوعة في تلك الأشهر.
? إن أدعية ومناجات الأشهر العبادية مادة معنوية تحتوي على أساسيات التزود الروحي وهي ثلاث مقومات المقوم الأول : صبر الشاكرين وهو الصبرٌ المُمْتزِجٌ بالشكر ، والمقوم الثاني : عمل الخائفين بحيث لا يكون خوفاً من الذنب والعقوبة، بل خوفاً من الله ، فالخوف من العقوبة خوفٌ ذاتيٌّ إنسانيٌّ، بينما الخوف من الله هو خوف من عظمة الله وإجلالُهُ ، والمقوم الثالث : يقين العابدين بحي يسعى المؤمن أن يسير في خُطى العابدين ، وأصحاب اليقين الذين يقولون: «ما عبدتك خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنَّتك ، ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.
?من أهم روافد البناء الروحي والإيماني في الأشهر العبادية المداوة على زيارة المشاهد المشرفة للنبي (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) لما لها كم أثر كبير وعميق في نفس المؤمن ، وذلك لوجود الأجواء الروحانية التي تنعكس على صفاء الروح والنفس وتبعده عن كل ما يدعو الكدر والعكر والمنغّصات وغير ذلك مما تسببه الاهتمامات المادية في الحياة ، لاسيما زيارة الإمام الحسين (ع) ، وزيارة الإمام الرضا (ع) في غربته فلها من الأجر والثواب العظيم .