شهر وبضعة أيام ، هي المدة التي تفصل بين أبنائنا وبناتنا وبين مقاعدهم الدراسية في العام الجديد ، وهو عام التحدي ، حيث لم تتضح بعد ملامح العودة إلى بيوت العلم والعمل ، فهل ستكون بنظام الدراسة عن بعد أو ستكون دراسة حضورية ؟!
كلنا أمل بأن يزول هذا الوباء ، ونعود لحياتنا الطبيعية ، التي افتقدناها طيلة الأشهر الخمسة الماضية ، فأنا أجزم أن الكثير من أحبابنا الصغار وإخواننا الكبار وفتياتنا الكبيرات ، في قلوبهم سلة أشواق ونبضة حب ، وهم على أمل بأن تنجلي هذه العتمة ، ويعود الجميع لمدارسهم من جديد لمواصلة درب العلم وإكمال مشوارهم ومستقبلهم الذي وقف هذا الفايروس حائلًا دون إكماله .
عام التحدي :
وقد افتقد الأبناء والبنات الكثير من حساسيتهم خلال العام المنصرم إذ تلقوا تعليمهم منقوصًا بعدما توقفت الدراسة خلال الفصل الثاني ، وانتقل التعليم عبر الدروس الافتراضية من خلال المنصات التعليمية والقنوات التلفزيونية التي اعتمدتها وزارة التعليم لكي يكمل الطلاب والطالبات دروسهم ، حسب اهتمامهم واجتهادات الأسر والمهتمين بشؤونهم .
غابت الاختبارات ، ولم يكن هناك تقييم ، إذ تم نقل الجميع في مختلف المراحل الدراسية إلى المراحل التالية بما يتوافق مع الأنظمة المعمول بها بهذا الخصوص ، واعتبارهم حققوا النجاح كسابقة تاريخية لأول مرة تحدث في وطننا الحبيب .
عام التحدي :
لأنهم خسروا جزءًا كبيرًا من حساسية وجودهم في فصولهم بين معلميهم ، وبلا شك فللمعلمين والمعلمات الدور الريادي في تيسير وتسهيل المناهج والدروس على أبنائهم وبناتهم ، ووجودهم ضروري في الوقوف على مستويات الطلاب والطالبات باستخدام أدوات التقييم والملاحظة والمتابعة والتغذية الراجعة والاختبارات ، وهذا ما افتقدوه أواخر الفصل الثاني ، وتحملت الأسر هذا العبء لإكمال المناهج كل حسب معرفته .!
عام التحدي :
خلال هذه الفترة القادمة وقبل عودتنا بإذن الله للمدراس أتمنى أن تكون لأولياء الأمور ، وقفة جادة في الرفع من مستوى الأبناء والبنات ، فيما يتعلق بالتعليم عن بعد ، وأعني بذلك أن تكون لديهم خطة من الآن لتعريف أبنائهم وبناتهم بكيفية التعامل مع المنصات التعليمية والفصول الافتراضية ، والتطبيقات والبرامج التي من شأنها تهيئة الطلبة إلى العودة ولديهم التصور الشامل والكامل للتكيف مع جميع الظروف .
الآن وقد تكونت لدى أغلب العوائل الخبرة البسيطة في مجال التعلم عن بعد ، فيجب أن تستمر في ذات الاتجاه ولكن على سبيل الإتقان ، فالتعلم عن بعد أصبح حاجة مستقبلية وسيعوّل عليه كاستراتيجية من استراتيجيات التعليم الحديث ، والتي شرعت فيها كثير من الدول ، ونحن نسير معها في نفس المسار لمواكبة الموجة الهائلة في الجوانب التقنية والاستراتيجيات الحديثة .
وبهذا الخصوص أهيب بأولياء الأمور أن يوفروا البيئة المناسبة لبداية مكللة بالنجاح قبل العودة بإذن الله ، وذلك حسب التالي :
- تحميل الكتب الدراسية الإلكترونية وهي موجودة على موقع عين ، ليتعرف الطلاب والطالبات على مناهجهم ، وتعريفهم بمنهج المهارات الرقمية الذي أضيف حديثًا للمرحلة الابتدائية للصفين الخامس والسادس .
- مراجعة ما سبق دراسته خصوصًا لطلاب الابتدائي ( الأول والثاني ) إذ فاتتهم الكثير من الدروس والمهارات المهمة والتي يصعب استيعابها دون وجود المعلم .
- شراء جهاز حاسب آلي ولو مشترك ، وحفظ المواقع التعليمية والمنصات الافتراضية التي تضم الدروس والشروحات ، والمزودة بالوسائل التعليمية المفيدة للمادة التعليمية .
- تعريفهم بتطبيق (ZOOM ) وهو تطبيق يستخدم كمنصة للاجتماعات والاتصال ولاحقًا تم الاعتماد عليه كواحد من التطبيقات التي تقدم الدروس والدورات في مجال التعليم .
- تهيئة الأطفال النفسية للعودة إلى المدرسة بتوعيتهم بوسائل السلامة والإجراءات الاحترازية ، كطرق الغسيل والتعقيم والتباعد الجسدي ووضع الكمام ، وعدم استخدام الأشياء المشتركة مع زملائهم .
هذا العام يمثل تحديًا كبيرًا للأسرة وللأبناء ، ومن الواجب علينا أن نستعد له بالأمل والطموح والرغبة في مواصلة النجاح ، ولنا قيادة حكيمة تقدم الكثير من أجل العناية والاهتمام بالتعليم ، وتبذل الثمين لبداية تعليمية موفقة لأبناء وبنات الوطن ، ونستبشر بأن يبدأ العام وقد زال هذا الوباء وعادت الطمأنينة إلى الجميع .
إضاءة :
أقوى أنواع الاستثمار : هو الاستثمار في الأبناء .
التعليقات 1
1 pings
عبدالله حسين البراهيم
2020-07-25 في 6:47 م[3] رابط التعليق
تنبيهات هامة لاولياء الامور والطلاب .
شكرا لك .