أصبحت مجالس العوائل والأسر سمة بارزة يتميز بها المجتمع الأحسائي ، وساحة فسيحة للتسابق والتنافس في جميع المجالات.
وفكرة هذه المجالس باختصار ، هي أن يؤسس أفراد العائلة مجلسًا يحتضن فعالياتهم وأنشطتهم الاجتماعية ، تقوم عليه إدارة مختارة من أبناء العائلة تتسم بالكفاءة في إدارة شؤونه المالية والاجتماعية والثقافية ، ويضمهم مكان إما بالبناء أو بالإيجار ، لإقامة أنشطتهم الخاصة .
تحتضن الأحساء مثل هذه المجالس التي ساهمت وأثرت العملية الفكرية والثقافية في المحافظة ، إذ يتعدى دورها إلى خارج أسوار العائلة ليشمل أبناء الواحة من مختلف التوجهات ، حيث تقام فيها الأمسيات والندوات والمحاضرات التثقيفية التي تعود بالنفع على جميع سكان الأحساء .
في بلدتنا الحبيبة المنيزلة ، نشأت قبل عدة سنوات هذه المجالس ، وسارت على هذا النهج في كونها تعنى باحتضان أنشطة وفعاليات العائلة ، ومساهماتها في الداخل المنيزلاوي ، وترتكز على تقوية أواصر المحبة والترابط والتعاون بين أفراد العائلة، من خلال عقد الاجتماعات والمناسبات العائلية المختلفة ، وإقامة الجمعيات التعاونية التي تخدم المحتاجين من أبنائهم ، وهذا بحد ذاته يجسد أسمى ثمرات التواصل والمحبة بين الجميع ، إضافة إلى إقامة احتفالات تكريم المتفوقين من الطلبة والطالبات وتشجيع المتميزين ، وإن كانت الحركة في هذا المجال تعتبر راكدة نوعاً ما ، إلا أنها تعتبر من الأولويات لكل مجلس .
لفت انتباهي من خلال تصفحي لمواقع التواصل الاجتماعي، حساب إحدى العوائل الأحسائية العريقة ، حيث يزخر حسابها بنشر بضاعة الأسر المنتجة من أبناء وبنات العائلة والتسويق لها ، وأحببت من خلال هذا المنبر أن أحيل هذا المقترح إلى الكرام في مجالس الأسر ببلدتنا لتبني مثل هذه المبادرة وتفعيل هذا الجانب ، من باب دعم هذا النشاط وتنمية مهارات العاملين فيه ، فالعائلة أولى بأبنائها ودورها لا يقتصر على الأدوار التي ذكرناها آنفاً ، بل مسؤوليتها تتخطى حاجز الزمكان ، وتتبع أنشطة أفرادها في جميع المجالات ، فلا حاجة لأحد أفراد العائلة مثلًا أن يتفق مع أحد " المشاهير" للتسويق لمنتجه وهو يستند على عائلة كبيرة عريقة تعينه على ذلك عبر حساباتها وضمن أدوارها في العناية بأبنائها في جميع المجالات.
أردت عبر هذا المقال القصير أن أشير إلى بقعة ضوء تضيء مجتمعنا ، وأحرك فيهم مجددًا المياه الراكدة ، فعليهم - المجالس - الحمل الكبير في النهوض بأبناء المجتمع عبر أنشطتهم وفعالياتهم، وإثارة التنافس المحمود بين جميع الأسر ، وفي النهاية المستفيد الأكبر المجتمع .
لا بد من رعاية الموهوبين ونشر نتاجهم ، الكاتب المبتدئ دوري كمجلس أن أقف على موهبته وأساهم في تطويره من خلال إدراجه في الدورات التي تعنى بهذا المجال ، ومتابعته حتى يبرز ويقف على قدميه ، فبعض الموهوبين يحتاجون إلى من يحتضن مواهبهم بقلبه وفكره وتشجيعه ، ومجتمعنا بحاجة لهؤلاء فبهم يتقدم ويرقى ، وكل عائلة تباهي بالنابغين من أبنائها ، وإن كان لها دور بارز في رعايته فهذا بلا شك سيمنحها حق التباهي والفخر .
إذاً دور المجالس يجب أن لا يقتصر على الاجتماع والتكريم فقط ، بل يتعدى ذلك إلى ما هو أشمل وأوسع وأعمق ، رعاية مستمرة ومتابعة خارج الأسوار الضيقة .
لأنك مصدرنا الأول .. شاركنا أخبارك موثقة بالصور .. قضية .. مقال .. وذلك بالإرسال على رقم خدمة الواتساب 0594002003
- 2025-04-30 “الإنذار البرتقالي في الشرقية: رياح نشطة وأتربة مثارة تحد من الرؤية الأفقية”
- 2025-04-30 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة بجامعة الملك فيصل
- 2025-04-30 مختص: كبار السن أكثر الفئات عرضة للاحتيال
- 2025-04-29 الأهلي يتفوق على الهلال بثلاثية ويتأهل لنهائي دوري أبطال آسيا للنخبة
- 2025-04-29 الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء.. 17 قرارًا جديدًا لمجلس الوزراء
- 2025-04-29 أشجار التوت تصبغ أيدي أبناء الأحساء
- 2025-04-29 مزايا متوقعة في ساعات أبل الجديدة
- 2025-04-29 «الداخلية»: عقوبات تصل إلى 100 ألف ريال لمخالفي أنظمة وتعليمات الحج
- 2025-04-28 جامعة الفيصل تفوز بجائزة التميز في تطوير الكفاءات الصحية
- 2025-04-28 تعديلات على لائحة نظام حماية البيانات الشخصية
بدر عبدالله السالم
مجلس العائلة والأدوار المؤثرة
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.aldeereh.com/articles/60381.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليق إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 1
1 pings
احلى الايام
2021-03-15 في 7:18 م[3] رابط التعليق
احسنت استاذي الغالي دائما قلمك يكتب بسحر فريد من نوعه
اذا وجود التنافس بين العوائل سوف نرا العجب فسلاح الابداع هو التنافس الشريف نسال من الله ان يوفق مجالس العوائل في بلدتنا ونتمنى من الباقي الذين لم يحالفهم الحظ بان يعملون مجلس لعوائلهم بان يحذو حذو السابقين فا في الاجتماع بركة ورضا لله ورسوله.