كغيمات السماء ترسم لوحات من الجمال في تشكلها، لا يحدها حد ولا يقصيها مد، هدير ممتد مداه ،وخرير يطرب شذاه
وعصا لا تحمل سحرا كعصا موسى ولا تضرب حتى الممات، بل تشق دياجي الغسق فتحيله إشراقة تتلو إشراقة، وتبصرة تعانق الحواس،
رجل أتى من قلب الصحراء فناقش رمالها، وتعاهد مع جبالها، وسخر أجواءها بحكمته وعقله ونصجه وعطفه، فانقادت له ومن يسكنها من الطيور والوحوش والبشر ،
وامتدت رحى الحب، شذا طال أصقاع الأرض شرقا وغربا ،رجل واحد قبال الحياة، قلب واحد أمام الزمان والمكان ،روح واحدة وعقل واحد يشغل كل العقول والأرواح، فتصير إلى ربها مسالمة طائعة مستسلمة، ومنقادة بكل وعي وإدراك فتدخل في الإسلام.
ومن غيره "محمد" رسول السلام ونبي الأمة حوّل وبدل وغير وأجاد في ذلك التغيير، فبعد أن كانت الناس تحوم حول الوهم وتقدس الحجارة، صارت تطوف حول الكعبة وتعبد الإله خالق الحياة، الحياة التي كانت قبل النبي غارقة في الفساد، كشرب الخمر والزنا ووأد البنات، وعادات وتقاليد تخالف حتى فطرة البشر، جاء صلى الله عليه وآله وسلم ليقضي على ذلك الفساد ويستبدله بالخلق الرفيع كالصدق والوعي والخير والإدراك،
فسكبت الخمور في الوديان، وزوجت الأبناء بالحلال، وعاشت النساء بعز وكرامة.
واليوم عندما نسأل أنفسنا هل نستطيع أن نغير سلوكا أو عادة أو ظاهرة واحدة في مجموعة من الأشخاص كما استطاع نبي الله?
هل نقدر على التغيير الشامل كما قدر عليه صلوات الله عليه?
وهل نحمل قلبا ورورحا كروحه وقلبه وصبره وثباته?
ربما المقارنة غير عادلة، ولو حاولنا أن نقول نعم، نقدر ونستطيع، فلن نكون منصفين؛ لأننا وإن استطعنا ذلك، فتأثيرنا وقدرتنا لا تساوي ما كان لديه صلوات الله وسلامه عليه.
ومع ذلك ظلت البشرية في أمل وعزيمة على بقاء قيم الدين نافذه ومستمرة بل وممتدة، وما إن يتخلف عنها أحد حتى يظهر من يقوّم هذا الميل وهذا الاعوجاج عن طريق الحق وطريق الصواب ،فوجدت العقول النيرة والشخوص المؤثرة وتوالت القيادات بما تستطيع من قدرة ومهارات، أن تحاكي رسالة الأنبياء في التعديل والتقويم والبقاء في خطوط العفة والقيم والطهارة.
وحينما نذكر قادة التأثير نذكر منهم بعد نبي الرحمة (محمد) وأهل بيته الأطهار وصحابته الكرام، على سبيل المثال لا الحصر، ستيف جوبز مؤسس شركة أبل،
أوبرا وينفري مقدمة برامج حوارية في أمريكا، الشاعر أحمد مطر، وغيرهم كثيرون، عرب وأجانب، بأسماء معروفة، وشخصيات يشار إليها بالبنان، عاشت منذ زمن قديم